IMLebanon

«درون».. الوهم الإيراني!

 

بنت إيران تهديدها للمنطقة عموماً بعدما «كبرت خسّة» صواريخ حرب تموز العام 2006 في رأسها ورأس حزب الله لأنّ إسرائيل نفسها تفاجأت بأنّها ورّطت نفسها لأنّها لم تكن مستعدّة بسبب ان رئيس بلدية أبله استطاع أن يصبح رئيس حكومة، كلّ العنتريات التي بنتها إيران ومليشياتها في المنطقة و»الحكي عن المفاجآت» ارتكز في جوهره على الطائرات المسيّرة المحمّلة بالمتفجّرات، هل تذكرون «الطائرة أيّوب» التي أرسلها حزب الله لتحلّق في سماء معراب؟

 

كلّ العنتريّات الإيرانيّة سقطت بالأمس سقوطاً مدويّاً بعد إسقاط  قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي طائرة درون مسيّرة تحمل متفجرات، وقبل يومين فجرت منظومة باتريوت صاروخين باليستيين أطلقهما الحوثيّون وأحدهما كان يستهدف مكّة المكرّمة، فإذا كانت هذه هي القدرات التي بنت عليها إيران وميليشياتها أحلامها، فلا بدّ أنّها اكتشفت أنّها أضاعت أموال الشعب الإيراني هباءً منثوراً!

 

الكابوس الإيراني الذي بدأ مع اكتشاف طهران أنّ زمن «ملعنتها» و»تسويفها» جعل الرئيس دونالد ترامب ينسحب من الاتفاق النووي الأبله الذي قدّمه لها سلفه الخبيث باراك أوباما، قبل «كم سنة» كان هذا الاتفاق نصر إلهي لإيران وإخضاعها للدول الكبرى، وأكبر إنجاز لـ»الجمهوريّة الإسلاميّة»، أعادنا بالذاكرة كلام الخامنئي بالأمس عن الاتفاق النووي إلى خطاب حسن نصرالله أمين عام حزب الله عن هذا النصر، بعد كلّ ذلك التبجّح، بدا الخامنئي «غافلاً» عن تفاصيل الاتفاق الذي فعلت إيران الأفاعيل لتصل إلى توقيعه مع الولايات المتحدة الأميركيّة، وهو يعلن أنّه «لا أثق كثيراً في الوسيلة التي دخل بها (الاتفاق النووي) حيز التنفيذ.. وأبلغنا مراراً الرئيس ووزير الخارجية وأرسلنا لهم إخطاراً»!!

 

تعيش المنطقة آخر العنتريّات الإيرانيّة، وآخر أوهام هذه العنتريّات أيضاً، رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية محمد باقري بالحرب الإيرانية العراقية بين عامي 1980 و1988 وأنّ إيران خرجت منتصرة فيها»، ربما علينا تذكير طهران بـ»كأس السمّ» الذي أعلن الخميني أنّه تجرّعه لحظة قبوله بإنهاء الحرب مع العراق، يستطيع  باقري أن يهدّد بـ»رد قاس وساحق»، حتى التهديدات الإيرانيّة باتت أشبه بطائرات الـ»درون» التي تحثّ الحوثيّين على تحميلها بالمتفجّرات واستهداف المرافق الحيويّة في السعوديّة، أو حتى في رسائل مباشرة التهديد لإسرائيل عمّا ينتظرها على يد حزب الله!

 

بالأمس، وفيما كان الخامنئي يتبرّأ من الرئيس حسن روحاني ووزير خارجيته، كان روحاني يؤكّد أنّ «طهران لن تستسلم حتى لو تعرضت للقصف»، حسناً نحن بانتظار أن تتعرّض طهران للقصف لنرى ماذا ستفعل! هذا كلام رئيس دولة «محشور» في زاوية لا يحسد عليها، لم يعد لإيران أي خيار على مستوى المنطقة، لا حزب الله سينفعها في حال «حركش» بـ»الحنش» الإسرائيلي النائم، ولا الحوثيّون سيغيّرون من مصيرها ولو أطلقوا كل صواريخهم وطائراتهم المسيّرة، لأنّ القرار الأميركي واضح لا لبس فيه وقد أعلنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنّه «مصمم على تغيير نهج النّظام الإيراني»، ما لم تفهمه إيران حتى الآن أنّه لا خيار أمامها سوى تغيير سلوكها، والعودة إلى داخلها وسحب أيديها المتغلغلة في المنطقة، لأنّ قطع أيديها فقط ليس كافياً بالنسبة لترامب، رأس إيران مطلوب قبل أذرعها، مهما أرسلت من طائرات محمّلة بالمتفجّرات!