IMLebanon

فقدنا الكثير وبقيت القضية

 

 

أَنَخلع لباس العفن ونخرج للحياة منتصرين بثقافتنا وهويتنا، أو نرتمي للموت المؤكّد؟؟؟

 

هذا التساؤل عنونَ مرحلة المعركة الانتخابية النيابية التي إنتهت الى كلمة الشعب، بتأييدٍ عالٍ نسبياً لمشروع الحياة الذي مثّله الى حدٍ كبير حزب «القوات اللبنانية»، بالتوازي والتنافس مع افرقاء آخرين يؤمنون بالمشروع السياسي الوطني ذاته. وقد أكّد الشعب اللبناني رفضه العالي النبرة لمشروع الموت المتمثّل بدور «حزب الله» وأعوانه وأتباعه من الاحزاب اللبنانية، التي أكّدت على ثباتها في تبعيتها لغزوات محور النظام السوري/ النظام الايراني المتعدّدة الاشكال والمراحل.

 

أمّا وقد خلع الشعب اللبناني لباس العفن ورمى مسؤولية الانقاذ على التكتلات النيابية التي أوصلها لتولّي هذه المهمة المصيرية، وبما أنني انتمي شخصياً وبكل فخر لاحداها، فقد عدت الى النضال البرلماني من داخل اروقة المجلس النيابي ومكاتبه وجلساته، بعدما كنت اقوم بذلك من الخارج كأمين سر لتكتل «الجمهورية القوية»، وبذلك أبدأ مهمتي المقدّسة المتجدّدة تحت عنوان «فقدنا الكثير وبقيت القضية» وسنستكملها بخوض معركة تثبيت التوازن الذي اعطانا اياه الشعب بثقةٍ عالية، وبفعالية فورية لاعتبر ان مساء صدور نتائج الانتخابات النيابية هو الحد الفاصل بين الشعارات والخطابات والمواقف وبين العمل الفعلي والجدّية والحكمة في القرارات. ينتقل العمل السياسي اليومي في هذه المرحلة الجديدة الى خطوات حقيقية والى منهجية مكشوفة من الضروري انتهاجها لتُشكّل الخط المواجه لمشروع الخصم، واولى معايير هذه الخطوات تفعيل دور مؤسسات الدولة والابتعاد عن ذهنية المساومات والحوارات الناسفة لاسس الدولة. فالمسارات الوطنية الاساسية تؤخذ من البداية ومن الانطلاقة وليس من نصف الطريق، والانتقال من مسار الى آخر يُصنّف في خانة المساومات.

 

دفع لبنان غالياً ثمن الدخول في سياسات المساومات بين الافرقاء بدل التفاهمات الوطنية، مما أودى بالبلد لجهنّم، وإن العودة الى سياسات كهذه سيؤدي حتماً الى الهلاك الابدي. ومن هنا فاتجاهنا ومسارنا كأفرقاء سياسيين يُحدَّد بدءاً من الاستحقاقات الاولى، اي إختيار ادارة المجلس النيابي وادارة الحكومة، فما من مساحة للخداع وللتلوّن وللمناورات، فعنوان المعركة واضح للمرشّحين وللكتل المؤيدة وللشعب، ولرئاسة المجلس النيابي ولنائبها ولمكتبها معايير تُحدّد اداءها ومسارها ونهجها، ومن البديهي أن يتم التعاطي مع جميعها كإلتزام مع المشروع الذي يحمله كل نائب حسب الثقة التي طلب على اساسها التأييد من الناس، وهنا هي المعركة وهنا تُحدّد المواقف، «وكي لا يكون المجلس النيابي بعد انتخاب نوابه مستقلاً عن الذين انتخبوه» كما قال المطران جورج خضر، متروبوليت جبيل والبترون وما يليهما في رسالته «النائب»، فعلى النائب الالتزام بما اعلنه لناخبيه حول خطه السياسي المعلن، وعلى مجموعات الضغط الشعبية البقاء على اهبة الاستعداد للمراقبة والمحاسبة والدعم، فلبنان الوطن يمرّ بمرحلة مصيرية والشعب اللبناني لا يعيش ترف الحياة، والهلاك الجهنّمي دخل المنازل العائلية، ولذلك بتنا لا نملك فرصة الانتظار لاربع سنوات جديدة للمحاسبة، فقد لا نجد حينها من يُحاسِب ومن يُحاسَب، والسلام.