IMLebanon

تفاءلوا بالخير

أيام كان المغفور له الرئيس صائب سلام رئيساً للحكومة في عهد الرئيس المرحوم سليمان فرنجية، كان هناك تقليد أن يقوم رئيس الجمهورية بزيارة في عيد الفطر الى دار الفتوى وكذلك الحال في العيد الكبير عيد الاضحى، ولكن بسبب سوء العلاقة بين المرحوم الرئيس صائب سلام وسماحة المفتي المغفور له الشيخ حسن خالد تمنّع رئيس الجمهورية فرنجية عن القيام بذلك الواجب مراعاة لرئيس الحكومة.

الظروف اليوم تغيّرت ونظن أنّ هناك حاجة الى التأكيد على العيش المشترك أو البعض يقول العيش الواحد، ونشعر بحاجة الى تأكيد هذا التقليد القديم – الجديد والذي يعطي أي مرشح لرئاسة الجمهورية نوعاً من التأييد الاسلامي له، إذ صحيح أنّ رئيس الجمهورية ماروني ولكنه رئيس كل اللبنانيين، لذلك عندما يقوم بهذه البادرة الكريمة فإنّه يكون قد خطا خطوة متقدمة نحو الرئاسة.

من هنا نرى أنّه بعد الاتفاق بين العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع فإنّ حظوظ العماد أصبحت متقدمة خصوصاً أنّ رئيس «القوات اللبنانية» رشح علناً العماد عون، ولم يكتفِ بذلك بل انه (كما رشح) يبذل جهوداً مع الرئيس سعد الحريري من أجل إتمام هذا الاستحقاق، شعوراً منه بأنّ الأوضاع تزداد سوءًا يومياً بسبب استمرار الفراغ الرئاسي بما يترتب عليه من تداعيات مسيئة وخطرة… فكيف تكون هناك دولة ولا يكون هناك رئيس لها؟ وهل يحيا الجسم من دون رأس؟!.

وفي تقديرنا أنّ القيام بزيارة الى دار الفتوى في إطار واجب معايدة المفتي الشيخ عبداللطيف دريان في مناسبة عيد الفطر السعيد، سيشكل خطوة ثانية جيدة نحو الوصول الى رئاسة الجمهورية، ذلك أنّ الاتفاق الذي تم التوصّل إليه بين رئيس مجلس النواب وبين الوزير جبران باسيل أيضاً يمهّد الطريق أمام حل العقد بالرغم من بعض الإعتراضات التي صدرت عن نواب ووزراء وشخصيات سياسية واقتصادية معتبرين أنّ تدخل الرئيس بري في موضوع الغاز غير مقبول وكان الأفضل ترك هذا الموضوع الذي هو بالأساس من واجبات الحكومة واللجنة التي كلفت ملف الغاز، وهو ملف إقتصادي كبير يمكن أن يساعد على حل مشكة الدين التي أصبحت عبئاً كبيراً على الدولة وعلى الشعب، ويمكن لو بوشر باستثمار هذا الكنز المدفون في الارض أن يصبح لبنان بلداً نفطياً.

هذا التمني بمناسبة العيد الكريم أعاده الله على المسلمين وجميع اللبنانيين بالخير والاستقرار وأن تنتهي هذه الحروب التي تدمر الشعوب والبلدان العربية والتي لم تعرف هذه الامة، في تاريخها، حروباً بضراوتها وبشاعتها ومآسيها.