IMLebanon

السرّ في الصندوق

 

بين الإحتفالات العراقية بإنهاء زمن الإفلات من العقاب (المتفائلة بعض الشيء) ونتائج انتخابات نقابة المهندسين خط بياني واضح، يطل بين فترة وأخرى في رد فعل واضح ورفض أوضح بمواجهة إستفحال إرتكابات المحور الممانع، بحق الشعوب المصادرة سيادتها على يد هذا المحور.

 

وهذا الخط هو ما يؤشر للتغيير المأمول الذي لن يحصل بكبسة زر، ولكن بكثير من النضال، بالمعنى الساخن للكلمة، وبتراكمات لا بد أن يزهر ربيعها، على الرغم من الخطط الممنهجة لإماتة الأمل والطموح ومقتدرات دول المحور المنهوبة.

 

وفي القراءة التلقائية لما حصل في نقابة المهندسين، ينفتح باب الأمل بأن القليل من التوافق والتنظيم يؤدي إلى هزيمة المنظومة السياسية، التي مهما نهش أعضاؤها لحوم بعضهم البعض، هم حاضرون ليتوحدوا ويفخخوا أي تحرك يضعهم “كلهن يعني كلهن” في خانة واحدة مسؤولة عن إنهيار البلد.

 

السر في صناديق الإقتراع إذا ما أُحسن التعامل معها، والاستحقاقات آتية، لا ريب في ذلك. وواهم من يظن أنه يستطيع تزوير محتوى هذه الصناديق “كلها يعني كلها” لحماية المنظومة خدمة لأجندة المحور.

 

قد يكون الأمر ممكناً في مناطق بعينها. لكن ليس في كل المناطق. ففي بعضها يمكن فرض الإرادة الشعبية الرافضة لهؤلاء المتاجرين بدماء الناس. بالتالي يمكن إختراق المعادلة القائمة في خطوة أولى تجر خطوات أخرى وصولاً إلى التغيير المنشود.

 

وفي الطريق، علينا أن نتوقع سقوط المزيد من الضحايا، فالمايسترو بات يلعب على المكشوف. وهو سارع غداة تحركات 17 تشرين الأول 2019 الإحتجاجية إلى ضرب “المجتمع المدني” ليصنفه خلايا تجمع عملاء بدعم من الشيطان الأكبر وأعوانه وتوجيه وتمويل منهم للقضاء على المقاومة.

 

وبروفة الشائعات التي رافقت انتخابات نقابة المهندسين لا بد ستستكمل ويتم رفدها بعناصر ومكونات جديدة وصولاً إلى التهويل بحرب أهلية جديدة، لا يملك أدواتها إلا المحور ومرتزقته، مادياً وتحريضياً على أساس المذهب، وليس انتهاءً باستجرار حرب مع العدو الإسرائيلي لقلب الطاولة على هذا “المجتمع المدني” الذي يتحرك بناءً على أوامر السفارات.

 

فالحزب الناظم والحامي لباقي الأحزاب الطائفية التي تغار منه وتسعى إلى كسب وده، يعرف يقيناً أن الهزيمة في صندوق الانتخابات، أياً كان هذا الصندوق وأياً كانت صفته، لا يمكن مقارنتها بتظاهرة احتجاجية مهما استقطبت من مشاركين.

 

السرّ في الصندوق. يعلم ذلك جيداً المايسترو. ويحسب حساب هذه المعلومة، ولا يتغاضى عن مفاعيلها.

 

لذا ما ينتظرنا في المدى القريب والمتوسط، هو معارك كسر عظم. وذكرى مرور سنة على جريمة الرابع من آب محطة لا يستهان بها على درب هذه المعارك.

 

ولن يكتفي المايسترو بزيادة الضغط على اللبنانيين بافتعال رفع سعر صرف الدولار حتى بلوغه مستويات قاتلة لموارد الناس، او بقطع الدواء او الوقود. فالعتمة والعطش والجوع والعجز عن الاستشفاء والتعليم تبقى تفاصيل صغيرة من خطة العمل، اذا ما كان التحدي متعلقاً بصناديق اقتراع لا بد أن يحين أوانها.

 

لا يزال الأمن ورقة كسِّيبة، وقد بدأ العبث به، سواء في بؤره الجاهزة أصلاً، إن في طرابلس، أو المخيمات الفلسطينية، أو حيث تدعو المصلحة العليا للمحور.

 

المهم أن يصار إلى تجنب الكأس المرة لهذه الصناديق. وليس فقط بعصا غليظة، ولكن بالحديد والنار..

 

لكن هل ينجح المحور الممانع في لعبه المكشوف؟؟

 

فلنتبع ونراقب تطورات الخط البياني… ونُؤْمِن ونعمل لتكريس السرّ في الصندوق..