IMLebanon

دخول البلد في مدار الانتخابات يكثِّف وتيرة الاتصالات لحسم التحالفات

دخول البلد في مدار الانتخابات يكثِّف وتيرة الاتصالات لحسم التحالفات

«المستقبل» والتيار «العوني» في لوائح مشتركة ولا مؤشِّرات للتقارب مع «القوات»

 

على أهمية عدد من الملفات الضاغطة، سياسياً واقتصادياً، إلا أن الأولوية في المرحلة المقبلة ستكون للانتخابات النيابية المقررة في السادس من أيار، بالتوازي مع الاستعدادات التي تقوم بها القوى السياسية لخوض غمار هذا الاستحقاق، حيث ينتظر أن تتظهر صورة التحالفات بين الأطراف الداخلية التي بدأت سلسلة اتصالات لرسم معالم هذه الصورة في غضون الأسابيع القليلة المقبلة. وقد تأتي باكورة إعلان التحالفات الانتخابية من خلال المؤتمر الصحافي الذي سيعقده رئيس مجلس النواب نبيه بري اليوم، إلى جانب تطرقه إلى بعض الملفات التي تفرض نفسها على الساحة الداخلية، سيما موضوع التهديدات الاسرائيلية التي فرضت تفاهماً لبنانياً موحداً على المواجهة.

وأشارت المعلومات المتوافرة لـ«اللواء» إلى أن التحالف الانتخابي سيكون شاملاً وفي كل المناطق اللبنانية، بين حركة «أمل» و«حزب الله»، في حين أن الأخير لا يزال على تواصل مع «التيار الوطني الحر» الذي يحرص على التحالف مع حزب الله، لأن له مصلحة في ذلك، بينما تبدو الفرصة معدومة للتحالف بين أمل والتيار «البرتقالي»، بعد انفجار الخلاف بين الرئيس بري والوزير جبران باسيل الذي يتوقع أن يبدأ سلسلة اتصالات مع الحلفاء وبعض القوى السياسية، للوقوف على رأيها من موضوع التحالف الانتخابي، في ضوء ما تقوله المعلومات عن حصول تواصل علني وغير علني بين التيار العوني والقوات اللبنانية، لكن من دون أن يصل إلى أي نتيجة على صعيد التحالف، باعتبار أن مثل هذا الأمر لا يمكن أن يحصل إلا من خلال تفاهم سياسي لم يتبلور بصورة كاملة حتى الآن، وإن كانت المعطيات لا توحي بإمكانية حصول هذا التفاهم، في ظل اتساع الهوة بين «معراب» و«الرابية»، على خلفية عدد من الملفات السياسية، وفي مقدمها ملف الكهرباء الذي سيزداد الاشتباك السياسي حدة بشأنه، في ضوء توجه رئيس الجمهورية ميشال عون لحسم موضوع الملف نهائياً، بطرح خطة معالجة الكهرباء على التصويت في مجلس الوزراء في المرحلة المقبلة، وحتى لو استدعى الأمر اللجوء إلى التصويت، في الوقت الذي لا زال وزراء «القوات» على موقفهم الرافض لمشروع وزير الطاقة سيزار أبي خليل الكهربائي.

وفي الوقت الذي يتوقع أن يعلن رئيس الحكومة سعد الحريري عن لوائح تيار المستقبل الانتخابية، فإن المعلومات تشير إلى أن التحالف بين المستقبل والتيار العوني قد قطع شوطاً بعيداً، في العديد من الدوائر  في أكثر من منطقة، في ظل استمرار أجواء التسوية السياسية وهو أمر بات مسلماً به، بانتظار استكمال المشاورات بين الطرفين التي ستتكثف في الأيام المقبلة.

أما ما يتصل بإمكانية حصول تحالف بين التيار الأزرق والقوات، فإن مصادر موثوقة «قواتية» أبلغت «اللواء»، أنه لا يمكن القول أن شيئاً من هذا القبيل أصبح قريباً، لأن لا اتفاق سياسياً بعد على خوض الانتخابات بلوائح مشتركة، بانتظار ما ستحمله الأيام المقبلة على صعيد المشاورات التي ما زالت مستمرة، لكنها لم تصل إلى نتيجة حاسمة على صعيد  التحالف الانتخابية.

وتوقعت أن تزداد وتيرة هذا التشاور في الأسابيع المقبلة، من دون استبعاد أن يصار إلى عقد لقاء يجمع الرئيس الحريري ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، حيث سيكون الاستحقاق الانتخابي  محور اللقاء، وتحديداً ما يتصل بالتحالفات إذا كان ذلك ممكناً، على أن تتضح الصورة بشكل جلي في ضوء ما ستسفر عنه نتائج الاتصالات بين «المستقبل» و«القوات»، بالتوازي مع المشاورات التي يجريها الطرفان مع بقية المكونات السياسية.