IMLebanon

الاستحقاق معزول عن «القَدَر» الإقليمي.. مؤقتاً

ثمة تناقض واضح بين دعوة «حزب الله» منذ أشهر لعدم انتظار انتهاء ملف المفاوضات بين ايران والغرب لإنجاز الاستحقاق الرئاسي، وما يقوله الأميركيون بأن لا علاقة للملف النووي بالانتخابات الرئاسية اللبنانية التي يعتبرونها مسؤولية لبنانية، وبين ما يقوله أطراف في «فريق 14 آذار» بأن الانتخابات الرئاسية مرهونة بـ «محاولة إيران وضع يدها على الرئاسة الاولى خدمة للمشروع الإيراني في المنطقة والذي ينتظر انتهاء المفاوضات النووية»، بينما كل الوقائع تدل على أن الخارج مشغول بقضاياه وحروبه الكبرى والصغرى، والملف الرئاسي مؤجل حتى إشعار آخر، لكن ليس ربطاً بانتهاء الملف النووي او ملفات إقليمية أخرى، بل بانتظار تفاهمات يمكن التوصل اليها، وتحدّد ملامح او صورة او مواصفات الرئيس اللبناني العتيد.

وبناء على معطيات الـ «ستاتيكو» التي تحكم الواقع اللبناني، أعيد تفعيل الحكومة وفقاً لمعطيات ترد الى المعنيين بأن رتبوا أموركم قدر المستطاع وبالحد الأدنى من التفاهم وبالقدر الأكبر من الاستقرار.

وربط البعض زيارة الرئيس سعد الحريري لمصر ولقائه الرئيس عبد الفتاح السيسي ايضاً بالاستحقاق الرئاسي، بينما هي في جزء منها محاولة لاستشراف أفق المنطقة، والتي يعوّل على أن يكون لمصر دور اساسي فيها مستقبلاً، انطلاقاً من الحركة الدولية المكثفة التي ستشهدها اولاً بالمنتدى الاقتصادي الكبير الذي يعقد في شرم الشيخ في 13 الشهر الحالي والذي يعقد بعنوان «مصر المستقبل»، وثانياً بمؤتمر القمة العربية الذي يُعقد في 28 الشهر الحالي.

لكن مصر، المشغولة بنفسها أيضاً، تربط الاستحقاق الرئاسي اللبناني بالتفاهم الداخلي، بينما الدولتان «المتهمتان» بتعطيل الانتخابات الرئاسية، السعودية وإيران، تقولان المنطق ذاته والذي يقوله الأميركيون ايضاً للبنانيين: «اتفقوا انتم ونحن نبارك».

اما المصرّون على «لبنانية» الاستحقاق فيعتبرون أن الاتفاق بين الاطراف المسيحية هو المدخل الأساسي لانتخاب الرئيس، ويستشهدون بما تقوم به بكركي لجمع قادة الصف الاول من المسيحيين، واحياناً الثاني، علهم يتفقون على اسم ما، لكن عبثاً، كما يستشهدون بما يقوله الرئيسان نبيه بري وسعد الحريري: «ليتفق المسيحيون ونحن نمشي».

لكن مصادر نيابية متابعة في فريق «8 آذار» تؤكد أن طريق الرئاسة تمر حكماً بالنائب العماد ميشال عون، سواء بتبني ترشيحه او بالتفاهم معه على البديل إذا رغب في التنحي. وتشير الى ان «حزب الله» لا يمكن ان يترك عون، بغض النظر عن موقف الرئيس نبيه بري من ترشيحه. وتقول إن عون «لم يترك الحزب في أدق المفاصل وأحرجها، خاصة في حرب تموز وفي الصراع القائم في سوريا، لذلك فالحزب لن يتركه في معركة الرئاسة». وتؤكد المصادر أن عون «هو المرشح للرئاسة ما لم يقرّر هو التنحي، واذا قرر التنحي فيجب التفاهم معه اولاً، ومن ثم التفاهم مع باقي القوى السياسية على البديل».

وتؤكد المصادر ان هذا الموقف ليس للمناورة ولا للمزايدة، وأن «حزب الله» أبلغ محاوريه، ومنهم «تيار المستقبل»، هذا الموقف، طالباً منه التفاهم مع عون، مستغرباً أن يتم الطلب من الحزب رفض ترشيح عون او الطلب منه سحب ترشيحه، بينما «المستقبل» لم يبلغه صراحة رفض ترشيحه، بل طلب منه التفاهم مع المكوّنات المسيحية لا سيما «القوات اللبنانية».