IMLebanon

اللاجئون والمنتشرون عندما يصبحون قادة منتخبين

 

غي نهرا، اللبناني المهاجر مع عائلته الى أميركا يستعدّ للمنافسة على مقعد حاكم ولاية نيڤادا. هو شاب تولت تقديمه الينا، نحن في البلد الأم، الزميلة فاديا سمعان، المهاجرة بدورها خلال الحروب المديدة.

 

ولا تبخل زميلتنا في اطلاعنا مع ألوف المتابعين على اخبار اللبنانيين الذين “تمّ نشرهم” في أصقاع الارض فإذا بهم يحقّقون في المهاجر ما منعوا من تحقيقه في وطنهم، لأن زعماء الحي (الوطن) يُمعنون في ملاحقتهم لمنعهم من المشاركة في الحياة السياسية لبلدهم، وهم مستعدّون ان يسموا ذلك دعماً لمعارك مغتربينا في انتخابات بلدانهم الجديدة.

 

بعض هؤلاء “الزعماء” يتحدث عن حرية لا تتوفر له في بلاد الإغتراب، لتبرير منع المهاجرين من المشاركة في خيارات بلدهم، وهو يمارس في احيائه ومناطقه قمعاً يمنع مرشحين منافسين من مجرد التفكير في خوض التجربة، ويبني تحالفات سقفها الماورائيات، متجاهلاً الأزمات التي أوقع الناس بها وجعلتهم يكفرون به وبجيرته ويترشّحون في لاس فيغاس ثم يفوزون! وتلك ليست ميزة لبنانية فقط. كل ابناء هذه المنطقة يعانون المشكلة نفسها. والمنطقة من لبنان الى سوريا والعراق وايران وصولاً الى افغانستان صارت أكبر مصدِّر للبشر في السنوات الأخيرة، ويبدو ان غالبية هؤلاء لم تعد تفكر بالعودة الى أوطان طاردة بسبب زمر القمع والنهب والنظريات الإلهية.

 

رشا نصر ولميا قدور، شابتان من الهاربات من سوريا تصبحان نائبتين في البرلمان الألماني في انتخابات نزيهة كانتخابات مجلس الشعب السوري، واحدة عن الحزب الاشتراكي الديموقراطي والثانية عن حزب الخضر، والحزبان كما هو معروف ليسا من أعضاء الجبهة الوطنية الشهيرة بقيادة القائد الملهم.

 

سناء عبدي المولودة في تطوان المغربية تمثل جيلها المهاجر في البوندستاغ، بينما لم ينتظر قاسم صالح ابن زاخو في كردستان العراق، الذي يتقن اللغة الاشورية، رضا “الحشد الشعبي” وفصائل المذاهب ليصبح نائباً أخضر في المانيا.

 

وبعد!

 

سيلتئم سيّد نفسه لبحث الغاء حق مهاجرينا في ابداء رأيهم وسترحّب الحكومة بتحويلاتهم المالية! سيثار غبار كثيف حول الممارسات الإمبريالية وربما يُكتفى بالسماح لمغتربينا في الصين وايران وافغانستان بالإدلاء بأصواتهم، وعندها يتمّ ضمان كفة النزاهة والعدالة، أو ربما يقود الإنقسام في الرأي الى تحقيق تلك الرغبة الدفينة الراسخة لدى زعماء الأحياء اللبنانيين، بالتمديد للمجلس النيابي!

 

ولم لا؟ فربما يسيطر المنتشرون، في الأثناء، على البوندستاغ والكونغرس معاً في اقتراع نظيف وحرّ!