IMLebanon

زمنٌ يسير عكس مسار التاريخ

 

غريبٌ أمر هذا «المحور الممانع» بثنائيّته الشيعيّة وبِسنّته ودروزه ومسيحيّيه! يَعظ ويُنَظِّر ويتكلّم وكانّه لم يُجَرّب مِن قَبل ولم يَحكُم ولم يَتَحَكَّم ولم يَتَسَلَّط. وكأنّ ليس في ظلِّ حُكمِهِ دخل مليونا سوري إلى لبنان وانفجر المرفأ وتدمّرت بيروت واستُبيحت الحدود وازدهر تهريب المواد المدعومة إلى الخارج من محروقات وغذاء ودواء وسَقَطَ النظام المصرفيّ وطار الدولار وطارت ودائع الناس وانهارت المدارس والجامعات والمستشفيات وهَزُلَ الاقتصاد والسياحة والتجارة والزراعة وأفلست الصناديق والهيئات وانقطعت الكهرباء وهاجرت بواخرها وانفختت السدود واقترب الشعب اللبناني بغالبيته العظمى من خطوط الفقر، ولولا دعم الشباب المغترب لأهلهم وعائلاتهم لازداد الوضع سوداويّة ومأسوية، وكأنّ عهدهم لم يَشهد أعظم ثورة في 17 تشرين 2019، في مختلف المناطق اللبنانيّة وعند جميع الطوائف والمذاهب، وكيف ننسى «شَبْك الأيادي» على طول الشاطئ من عكار إلى صور ضدّ السلاح غير الشرعي وضدّ الفساد، وما كانت هذه الثورة لتتوقّف لولا فقء العيون واستشهاد من استشهد من خيرة شباب لبنان.

 

«محور الممانعة» يُكمِل في غيّه فَيَحتكر قرارَ السلمِ والحرب ويفتح جنوباً جبهة «مساندة وإلهاء» ويُصادِر المجلس النيابي ومفتاحه ويمنع انتخاب رئيسٍ للجمهوريّة «لا يحمي ظهر المقاومة»، ويمدّد مرّة ثالثة للمجالس المحليّة أي البلديّات والمخاتير كلّ ذلك، وبكلّ أسفٍ، بِفِعلِ تغطيةٍ من بعض «التيّارات» والنواب من مختلف المذاهب بخاصة من بعض النواب والوزراء المسيحيّين الحاليّين والسابقين.

 

«الثنائي الشيعي» ومُرشده في لبنان يفتخر بانتمائه إلى مشروع خارجيّ عقائديّ توسّعيّ إيديولوجيّ يُحَوِّل الأوطان إلى ساحات حروب، ويحوّل الدول إلى أشباه دويلات، هو مشروع لا يشبه لبنان وشعبه وتاريخه بشيء. وعليه، هل نستطيع ان نفهم لماذا يسير الآخرون في ركبِ هذا «المحور»؟

 

طبعاً إنّها الذمّية والانبطاحيّة والمصلحيّة والاستزلام من أجل السلطة والكراسي والمنافع والالتزامات والمصاري. ما هكذا تبنى الأوطان، ولا هكذا يكون رجال الدولة. على كلّ، هذا الزمن إلى زوال لأنّه زمن يسير عكس مسار التاريخ، ومَن يعتقد غير ذلك هو واهمٌ ومغشوشٌ ومُضَلَّل.