IMLebanon

العصبيات العائلية تتوّج المعارك في البقاع الأوسط

بسلام مرّ اليوم الانتخابي على قرى البقاع الأوسط على الرغم من سيطرة العصبيات العائلية التي استنسخت نفسها في أكثر من بقعة انتخابية كـ «مجدل عنجر وتعلبايا وقب الياس وسعدنايل وبوارج والمريجات وبر الياس وشتورا»…

وتشاركت قرى البقاع الأوسط بمعارك ومنازلات عائلية لم توفّر أبناء البيت الواحد، وأخرج البقاعيون كل عصبياتهم العشائرية والعائلية وحتّى الإنمائية، وإن كانت الأقل حضوراً، وأفرغوها في صناديق الاقتراع، كما طغت الحسابات الطائفية والمذهبية والحزبية.

لكل بلدية في قرى البقاع الأوسط عنوانها الخاص، وقد يكون أسوأها ما شهدته بلدة سعدنايل من منازلة بين مدان بالعمالة مع العدو الاسرائيلي زياد الحمصي ودوره أساسي بدعم لائحة محمد توفيق الحمصي في مواجهة لائحة الرئيس الحالي خليل الشحيمي.

وبرغم لعب الحمصي على ورقة المجنسين إلا أن أجواء سعدنايل كانت تميل في فترة بعد الظهر للائحة المنافسة في 12 قلم اقتراع لما يزيد عن 6300 ناخب.

في بر الياس كانت المعركة الأكثر حماوة بين تكتل عائلات الميس ـ ميتا والساروط في مواجهة عائلة عراجي التي يرأسها الشخص الأكثر نفوذا في العائلة وهو مواس عراجي، إلا أن هذه الحماوة المشتعلة لم تتسبّب بأي إشكال أمني بل رفع نسبة التصويت الى نحو 60 في المئة.

في مجدل عنجر حصلت منازلة غير معتادة، حيث ارتفع عدد اللوائح من لائحتين كانتا في السابق تحصران التنافس العائلي المجدلي بين عائلتي العجمي وياسين، الى لائحة ثالثة ترأسها ابراهيم حمزة والدكتور علي صالح وضمّت 16 عضواً من أصل 18 عضواً هم عدد أعضاء المجلس البلدي.

وبسلام وروح رياضية مرّت ساعات الاقتراع في مجدل عنجر، فيما خرقتها لمدّة محدودة شائعات عن التشطيب هدفت الى تغيير وجهة بعض الناخبين أو قرار بعض العائلات.

وخبرت شتورا للمرة الأولى العملية الاقتراعية، بعدما اعتادت منذ العام 2004 على التزكية التي حال دونها هذه المرّة إصرار «التيار الوطني الحر» على إجراء منازلة بلدية على الرغم من قلّة عدد ناخبيها الذين لا يتجاوزون الـ350 ناخباً من كل الطوائف.

التصويت وصل الى حدود 55 في المئة قرابة الساعة الواحدة وتواصل ليتجاوز قبل إقفال الصناديق الى ما يزيد عن 65 في المئة. وتنافست فيها لائحة مكتملة ترأسها الرئيس الحالي نقولا عاصي فيما اقتصرت لائحة عضو «التيار الوطني الحر» كلوديت التنوري على سبعة أعضاء من الطوائف المسيحية، لتفتقر للمرشحين الشيعة.

وفي تعلبايا سلك الاستحقاق البلدي مسارا لم يكن بعيدا عن الخطاب الطائفي الذي لم يحل دونه توافق العائلات على لائحة ترأسها جورج صوان وحملت اسم لائحة «تعلبايا للكل» في مواجهة «الإنماء المشترك» التي خالفت العرف الذي يقضي بتحديد الأعضاء من الطوائف الإسلامية والمسيحية، إضافة الى ترؤسها من قبل ضرار محيي الدين في مخالفة للعرف البلدي في تعلبايا.

في المريجات انحصر الهمّ البلدي والاختياري في المقعد الاختياري الثاني الذي أعاد الاستحقاق البلدي لهذه البلدة التي يتشكل ناخبوها من الطائفتين الدرزية والمسيحية إثر تأجيل الانتخابات فيها منذ الاستحقاق الماضي.

في قب الياس تنافس بهوية ونكهة طائفية أدى الى رفع نسبة التصويت عند الطائفة المسيحية التي وصلت للمرة الأولى الى ما يقارب 39 في المئة، ومردّ ذلك الى ترشيح الرئيس الحالي الدكتور درغام توما الذي ينتمي الى الطائفة المسيحية مقابل ترشيح جهاد المعلم الذي ينتمي الى الطائفة السنية.

في علي النهري منافسة غير متكافئة بين لائحتين من أبناء البيت الواحد، الاولى برئاسة أحمد مصطفى المذبوح، وهي مدعومة من تحالف «حزب الله ـ حركة أمل» مقابل لائحة ترأسها العميد علي الفوعاني وتنحصر إمكانياتها في حصول خرق محدود.

في رياق افترق التحالف الشيعي وانقسم بين لائحتين، الاولى برئاسة الرئيس الحالي جان معكرون وهي مدعومة من «حزب الله»، والثانية لائحة ابراهيم فليحان المدعومة من «حركة أمل».

وتميّز اليوم الطويل بالمنافسة المفتوحة بين الطائفة المارونية التي ينتمي اليها فليحان والطائفة الكاثوليكية التي ينتمي اليها معكرون، وهذا ما أدى الى تشطيب واسع قد يدفع ثمنه بعض الأعضاء من الطائفة الشيعية.