IMLebanon

سماحة السيّد

شكّلت حادثة الحدود الجنوبية، من تبادلٍ لإطلاق النار بين “حزب الله” وإسرائيل خرقاً لقواعد اللعبة الجيوسياسية في المنطقة. ليس فقط من باب محاولة إسقاط القرار 1701 الذي شكّل المظلة الدولية لحماية لبنان منذ 14 آب 2006، إنما من ناحية قواعد الاشتباك بين إيران وأميركا.

تتولى الإدارة الاميركية “خنق” النظام الايراني بالعقوبات المالية والاقتصادية، ويتولى في المقابل النظام الإيراني ضرب المنطقة العربية على أمل أن “تحنّ” أميركا على “حلفائها” العرب فتخفف من غلواء عقوباتها!

وعندما شعرت إيران أن اميركا لا تكترث لضرب المنطقة العربية انتقلت إلى توجيه “ضربة” إلى الداخل الاسرائيلي، ربما تسترعي انتباه أميركا أو ربما تحسّن شروط التفاوض مع العالم.

حتى الآن، لا ضربات إيران ضد ناقلات النفط في الخليج نفعت في أن تسترعي انتباه أميركا، ولا ردّ فعل “حزب الله” على ضربات إسرائيل في العراق وسوريا ولبنان نفع… الولايات المتحدة ترفض الاستماع.

إلا إذا تنبّهت إيران وقرّرت العودة إلى داخل حدودها الجغرافية والعسكرية والسياسية والإسلامية.

وفي كل الأحوال حالة “حزب الله”، “حالة”!

سماحة السيّد،

عندما انهار وضع المسيحيين بعد العام 1991 تولّى البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير رعاية الطائفة، وحفر بإبرة الحق جبل الظلم.

لا تتركوا أنفسكم حتى آخر لحظة، ولا تسلّموا للذين يقولون لكم “لن نتخلّى عنكم مهما كان الثمن”!

تاريخ لبنان يشهد على انهيار تنظيماتٍ كبرى أمام مقاصّات لعبة الأمم!

أنظروا من حولكم تجدونهم ومنهم من لجأ إليكم!