IMLebanon

كذبة العيش المشترك…؟!

يقول يسوع في انجيله «لتكن كلمتكم نعم، نعم، او لا، لا، وخلاف ذلك من الشرير».

وقال بشير بعد انتخابه رئيساً للجمهورية «عليكم ان تقولوا الحقيقة مهما كانت صعبة».

وهناك اقوال مماثلة للعديد من القديسين والمتنورين، تذكر بان للانسان وجهاً واحداً ولساناً واحداً، وليس وجهين ولسانين، تعبيراً عن وجوب ان يقول الانسان بما يؤمن به حقاً، وان ينعكس صدقه على قسمات وجهه.

منذ قيام دولة لبنان الكبير وحتى اليوم، هناك قول يتم تداوله باستمرار، خصوصاً لدى المسؤولين واهل السياسة، بأنه حكم على اللبنانيين ان يعيشوا مع بعضهم بعضاً، بأمان وسلام ومساواة في الحقوق والواجبات، واستطيع القول انه في خلال 74 سنة استقلال، لم يحترم هذا القول، الا في فترات متقطعة قصيرة جداً، وحتى لا نغرق في تفاصيل التاريخ اللبناني، سأقتصر على معالجة وضع اللبنانيين في هذه المرحلة. وخصوصاً بعد انتخاب رئيس للجمهورية اثبت حتى الان انه يريد ان يكون على مسافة واحدة من الجميع، وان يكون حكماً بين الجميع، فاسأل وبكثير من الصراحة، هل ان مكونات الشعب اللبناني تحترم هذا القول بانه كتب على اللبنانيين ان يعيشوا معاً بامان وسلام ومساواة؟!

هل ان تفعيل قوانين الانتخابات النيابية، بما يخدم مكونات معينة على حساب مكونات اخرى ينطبق على هذا القول؟

وهل ان وضع اليد من قبل فريق معين على املاك واراض لفريق آخر دون موافقته وارادته، والتصرف بها، تقوي صيغة «العيش المشترك الملزمين بها؟! وهل ان تفجير محال تبيع الخمور، او منع محال من بيعها، رغما عن الدستور والقوانين المرعية الاجراء يساعدان على التمسك بهذه الصيغة المغتصبة؟ وهل ان اعتقال مواطن يحمل سكيناً بطقة، وسوقه الى السجن والمحاكمة، وترك من يطلق القذائف والرصاص في وسط الشارع، دون ان يقال له «محلا الكحل بعينيك»، لانه محسوب على هذا الزعيم او ذاك الحزب او الطائفة، يعطي الاطمئنان لمن يريد ان يعيش تحت مظلة العيش المشترك؟! وهل ارتباط اشخاص او قيادات او احزاب بدول اجنبية، وعلى عينك يا تاجر قوة مضافة لاستقلال الدولة وسيادتها وهيبتها؟! وهل الاستقواء على اقليات تعيش في مجتمع مختلف، وفرض انماط حياة مختلفة عليها، حق معطى لمكون دون آخر؟!

***

مجلدات يمكن كتابتها، اذا اردنا ان نعدد جميع الحالات والظواهر التي تنتقص من قيمة وجوهر وتفاصيل صيغة العيش المشترك، ويقتضي على الجميع، دون استثناء احد ان يتحلوا بالشجاعة والصدق في حوار مفتوح، يحمل وجهاً واحداً ولساناً واحداً، وهدفاً واحداً، هو العمل على تنقية قول انه حكم على اللبنانيين ان يعيشوا مع بعضهم بعضاً من الشوائب والنواقص التي تكذب يومياً هذا القول غير المحترم وغير المطبّق وغير القابل للحياة، واذا تم التوافق الصادق على اعادة الحياة الى هذه الصيغة، نكن في بداية طريق الخلاص من مآسي الماضي، اما في حال الفشل، فهناك صيغ عديدة يمكن بحثها بهدوء وعلى البارد «قبل ان تفرض على اللبنانيين صيغ مجنونة وعلى الحامي»