IMLebanon

«القوات» تنفي أنها العقدة: زيارات «بيت الوسط» لدعم الحريري

«القوات» تنفي أنها العقدة: زيارات «بيت الوسط» لدعم الحريري

المعطيات الموجودة لدى الرئيس المكلف لا تبشر بتسهيل مهمته

 

 

لا تزال طبخة تأليف الحكومة تحتاج الى مزيد من الوقت لكي تنضج ، رغم تدخل كبار طباخي السياسة، والاستعانة بمعظم تقنيات الطبخ. فالرئيس المكلف سعد الحريري لا يزال يبذل جهوده الاستثنائية للوصول الى نهاية سعيدة لعملية التأليف، ولكن يبدو ان كل المعطيات المتوافرة لديه لا تبشر بإمكانية تسهيل مهمته، خصوصا ان المشاورات كلما اقتربت للنضوج تعود الى المربع الاول.

وتأكيدا لذلك لم يشأ رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع وخلافا على عادته الادلاء بأي تصريح بعد الاجتماع المطول الذي عقده مساء الاربعاء الماضي مع الرئيس الحريري، وتشير مصادر الحزب «للواء» ان لا تطورات جديدة، ولا ايجابيات سجلت من اجل االحديث عنها من قبل الدكتور جعجع، وبالتالي فلم يجد الاخير اي شيء يمكن اعلانه الى اللبنانيين بعد لقائه الرئيس المكلف لذلك فهو ارتأى عدم الادلاء بأي تصريح.

مصادر القوات تشير الى ان الامور في ملف تأليف الحكومة لا زالت على حالها، كذلك العقبات، وليس هناك اي تقدم بحيث لم يتم تسجيل اي اختراق يذكر على هذا الصعيد، رغم كل المحاولات الجبارة التي يبذلها الرئيس الحريري. لانه وبحسب قول المصادر هناك طرف لا يزال مصرّ على مواقفه السياسية، رافضا اعتماد اي ليونة على صعيد تشكيل الحكومة.

وعن هدف زيارة الدكتور جعجع الى «بيت الوسط» تعتبر المصادر انها تأتي اولا لدعم الرئيس الحريري على الجهود التي يبذلها، وبأن هناك رغبة من قبله لايصال رسالة للجميع بانه يقف الى جانب الرئيس المكلف من قبل 112 نائب، وان استهدافه مرفوض، خصوصا ان لديه مشروعية سنية ووطنية وعربية ودولية ، وبالتالي لا يمكن التعاطي مع الرئيس الحريري من خلال تهديده، او القول له بأن التكليف انتهى. كذلك من اجل ان يؤكد رئيس الحزب ان المرحلة الراهنة تقتضي مزيدا من التواصل، لانها مرحلة حساسة ويتم فيها خوض  تشكيل حكومة ، لذلك فإن زيارات الدكتور جعجع للرئيس المكلف اصبحت شبه دورية، كذلك كانت مناسبة من اجل تبادل الافكار بين الرجلين، وللاطلاع على اجواء اللقاء الاخير الذي عقد بين الرئيس الحريري ورئيس الجمهورية العماد ميشال عون وعلى اسباب الليونة التي تشاع ومن ثم تعود الامور للتتعقد من جديد ويتراجع معها امل الولادة.

وتلفت المصادر القواتية الى ان زيارة جعجع الى «بيت الوسط» وايفاده الوزير ملحم رياشي الى قصر بعبدا، هي للتاكيد بأن القوات حريصة على تدوير الزوايا ، وتقديم افكار جديدة ، وتقول المصادر لو بالفعل تتعاطى جميع الاطراف مع مسألة تاليف الحكومة كما تتعاطى القوات، لكنا استطعنا تجاوز العقد الموجودة.

وتنفي ان تكون «القوات اللبنانية» هي سبب العقد، وتؤكد بأنها هي من تعمل على تسهيل ما يمكن تسهيله، في مقابل طرف يضع سقوف عالية في موضوع تشكيل الحكومة، إن كان باتجاه القوات او الحزب التقدمي الاشتراكي، وتلفت المصادر الى ما قاله الرئيس عون في موقفه لمناسبة عيد الجيش، بانه لا يمكن ان يكون هناك استئثار او غلبة في موضوع تشكيل الحكومة، ولكن للاسف فان الامور لا زالت في مربع التعقيد الموجودة فيه.

وعن رهان الوزير جبران باسيل في موضوع التأليف، تقول المصادر ليس معروف ما هو رهانه، ولكن الاكيد انه لا يمكن تحميل الرئيس المكلف اي مسؤولية في ملف التشكيل، لانه يبذل اكثر من مجهود على اكثر من صعيد، بينما الاطراف الاخرى مطلوب منها تسهيل مهمته، كما تفعل «القوات اللبنانية»، خصوصا ان الرئيس المكلف لا يريد تشكيل حكومة امر واقع  ولا حكومة اكثرية كما يدعو البعض لكي تأتي بغلبة سياسية تاخذ البلد الى انزلاقات خطيرة.

من هنا فان المصادر تؤكد ان الرئيس المكلف يقف بصلابة لكي يشكل حكومة وحدة وطنية، وهو حريص على ان تكون حكومة وحدة وطنية حقيقية وفعلية، على اساس ما افرزته الانتخابات النيابية، وليس على قاعدة ما يحاول البعض القيام به من محاولة انقلاب على نتائج الانتخابات من اجل اخذ البلد الى مهالك لا يمكن لاحد تحمل نتائجها.

وتشير المصادر الى ان الرئيس عون قال للوزير رياشي خلال لقائه الاخير معه، ان بحث موضوع حقيبة سيادية يتم من خلال الرئيس المكلف، وتقول المصادر بالنسبة لنا لا يمكن ان يكون حجمنا المفترض اقل من حجمنا الحالي في حكومة «استعادة الثقة»، فنحن كان لدينا ثمانية نواب وهو الان اصبح 15 نائبا بعد اجراء الانتخابات النيابية والتي اظهرت حجم القوات الكبير،ورغم اننا نسهل الامور لكننا نحرص على ان يكون لدينا وضع كمي ونوعي مع عدم الدخول بتفاصيل الامور، ونبدي كل ليونة خصوصا اننا نفتح قنوات تواصل مع معظم القوى السياسية من اجل الوصول الى حل، بينما الوزير باسيل لا زال في المربع نفسه، وندعوه الى الحوار وتبادل الافكار لان بخلاف ذلك ستبقى الامور على ما هي عليه لامد طويل جدا.

وتلفت المصادر القواتية بأن الحكيم حريص على ان يكون على بينة من كافة التطورات والاطلاع على تفاصيل ما يحصل، لذلك فهو يلتقي الرئيس المكلف بشكل مباشر، وترى ان عدم لقاء الوزير جبران باسيل مع الرئيس الحريري دليل بأن ليس لديه اي جديد،  وهو لا يزال في المكان ذاته، مما يعني ان الازمة على حالها ولم يتم تسجيل اي خرق على صعيد تاليف الحكومة.