IMLebanon

التشكيل عند مربع المراوحة وطرح جديد للوزير باسيل

 

 

بعد نحو عشرين يوماً، يحلُّ عيد الأضحى، تدخل البلاد في عطلة، وقبل ذلك، أي بعد أسبوعين أو عشرة أيام على أبعد تقدير، يكون معظم السياسيين قد دخلوا في إجازاتهم التي هي في معظمها خارج لبنان. وحده ملف تشكيل الحكومة سيكون جاثماً وحيداً في الداخل ينتظر مَن يعيد فتحه على مصراعيه لمعالجته.

***

حتى أمس كانت كل المعطيات تشير إلى أنَّ عملية التشكيل عادت إلى المربع الأول في ظل التعثر المتمادي، وفي ظل انقطاع سبل التواصل بين أكثر من طرف معني بعملية التشكيل. بهذا المعنى فإنَّ القطار الحكومي متوقف منذ الأسبوع الفائت، بعد لقاءات القصر الجمهوري بين الرؤساء الثلاثة، على هامش زيارة الموفد الروسي المعني بملف النازحين، ومنذ ذلك التاريخ لم يتحرك الملف من مكانه.

***

الجميع يتحدثون عن حكومة وحدة وطنية من شأنها أن تعكس نتائج الإنتخابات النيابية، وهذا الأمر لا يختلف عليه إثنان على الإطلاق. لكن النيات شيء والخطوات العملية شيء آخر، فماذا عن هذه الخطوات؟

وماذا عن آلياتها؟

الجواب عن هذا السؤال يعني أنَّ الحكومة تنتظر جولة جديدة من المشاورات والإتصالات بعدما عاد إلى الضوء الكلام عن المعيار الواحد، وإن كان لكل طرف معياره في شكل الحكومة وحصته.

لكن هذه الأمور تستدعي أن يتكلم المعنيون مع بعضهم البعض، وأبرز المعنيين في هذا الشأن هم رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري وبالتأكيد وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل الذي لم يعد دوره المنوط به خافياً على أحد، فهو ليس فقط وزير خارجية بل هو رئيس أكبر حزب مسيحي، ورئيس أكبر تكتل نيابي ومكلف من رئيس الجمهورية بمتابعة الملفات. لذا فإنَّ الكلام معه أكثر من ضروري.

لهذا السبب فإنَّ اللقاء بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري لا يغني عن اللقاء بين الحريري وباسيل. وقد بات لقاؤهما الممر الإلزامي للقاء الحريري – عون. هذا هو واقع الأمور السياسية، أما أي كلام آخر فهو يعني تعمُّد تأخير التشكيل عن سابق تصور وتصميم.

باسيل الذي أوحى أنه ينأى بنفسه عن عملية التشكيل، وهو الموقف الذي اتخذه غداة عودته من واشنطن، لم يتوانَ عن القول:

لا تدفعونا إلى حكومة أكثرية، ماذا يعني هذا الموقف؟

يعني أولاً أنَّ خيار حكومة الوحدة الوطنية لم يعد خياراً متقدماً.

ويعني ثانياً أنَّ الخيار هو أن تتشكَّل الحكومة من الأكثرية فيما المعارضة تبقى خارجها.

ويعني ثالثاً أنَّ الطرح من الآن فصاعداً سيُركِّز على هذا الخيار، ما يعني أنَّ العراقيل ما زالت على حالها وهذا ما ستظهره الأيام الآتية.

 

***

في مطلق الأحوال، دقَّ رئيس مجلس النواب نبيه بري ناقوس الخطر فحذَّر من أنّ الوقت ينفذ، وصار أكثر من ضروري أن يتمَّ الدخول في التأليف، لمواجهة الملفات الضاغطة على كل مفاصل البلد، ولا سيما المجال الإقتصادي الذي يعاني أزمةً لا بدَّ من الإنتباه لمخاطرها.

هل تتمُّ الإستجابة للنداءات؟

أم أنَّ الأمور ستبقى على ما هي عليه؟