IMLebanon

الوزير السابق مروان خير الدين: عوامل الإطمئنان للوضع الإقتصادي

 

لا يختلف إثنان في لبنان على أنَّ الوضع الإقتصادي هو الذي يقضُّ مضاجع كل اللبنانيين من دون استثناء، خصوصاً في ظل الأوضاع السياسية التي لا تشجِّع كثيراً على القول إنَّ هناك تحسناً وحلحلةً على مستوى الأزمة السياسية.

لكن المخاوف شيء والتخويف شيء آخر، المخاوف ترتبط بعوامل منطقية، لكن التخويف يرتبط بعوامل غايتها التيئيس والدعوة إلى الإحباط.

من هنا فإنَّ جهود الخبراء والعارفين تُركِّز على بلورة الصورة الحقيقية للوضع، من دون زيادة أو نقصان، وكل ذلك من أجل إبعاد شبح الإحباط والتيئيس عن اللبنانيين، خصوصاً أنَّ الأزمات السياسية بالكاد أن تترك لهم بصيص أمل.

من الخبراء والعارفين، والمؤمنين بالبلد، الخبير المالي والمصرفي، الوزير السابق مروان خير الدين الذي لم يغرق في التفاصيل بل رسم المشهد بكلِّيَته، ومن خلال ما رسمه فهو يعتبر أنَّ لبنان ليس دولة فقيرة أو منكوبة، هو بلد منهوب.

هذا الكلام، أو بالأصح وَضْعُ الإصبع على الجرح، يتلاقى مع ما يُردِّده رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من أنَّ البلد مسروق لا مكسور.

هذا في التشخيص ولكن ماذا عن العلاج؟

يؤكِّد خير الدين أنَّ الخطة العملية والمفيدة يجب أن تكون مبنية على الركائز التالية:

– تصويب وضع الكهرباء الذي لا يمكن أن يستمر على هذه الحالة.

– التحصيل الجمركي الذي على رغم كل التحسينات التي شهدها فإنه ما زال بحاجة إلى ضبطٍ أكبر.

– الجباية الشاملة للضرائب من دون استثناءات ومن دون تهرب، فتحسين الجباية من شأنه أن يُغني عن زيادة الضرائب، هكذا تكون المعادلة واضحة والفارق واضح بين التحسين والزيادة، وهذا ما من شأنه أن يُنقذ الوضع الإقتصادي.

المصرفي خير الدين يرد الأمور إلى الناحية الواقعية، ويفنِّد المخاوف، هو يسلِّم بأنَّ الوضع في لبنان سيّئ لكنه غير كارثي، كما أنَّه يجدد التأكيد على أنَّ لا خوف على الوضع النقدي، لأن هناك سياسة نقدية أثبتت متانتها وصلابتها ورسوخها حتى في أحلك الظروف والمراحل، خصوصاً أنَّ المصرف المركزي لديه أكبر احتياط من العملات الصعبة للمرة الأكثر في تاريخه. بالإضافة إلى ذلك فإنَّ نمو القطاع المصرفي يسجِّل إيجابيات لافتة كما يبرز دخول رؤوس أموال على شكل ودائع من الخارج. بهذا المعنى فإنَّ السياسة النقدية ثابتة ومتينة وأنَّ لدى المصرف المركزي ما يكفي من الإحتياط لتأمين الإستمرار على تثبيت سعر صرف الليرة اللبنانية.

وبناءً على كلِّ ما تقدَّم فإنَّ الإطمئنان الذي يقدِّمه الوزير السابق مروان خير الدين يعطي أملاً للمستقبل ويوفِّر نوراً في النفق الذي يصر البعض على إبقائه مظلماً.