IMLebanon

فرنجية ينتظر مبادرة بطريركية أو رئاسية

هدوء وارتياح في بنشعي، فما تحقق في السياسة يعتبر إنجازا وفق قاعدة «نكون أو لا نكون». وما تحقق في الحكومة التي من المفترض أن تبصر النور، ويتولى فيها «تيار المردة» حقيبة الأشغال العامة والنقل، يعتبر «انتصاراً» في قاموس النائب سليمان فرنجية الذي واجه معركة إلغاء داخل الساحة المسيحية، بعدما كانت رئاسة الجمهورية بين يديه قبل سنة ولكنه قرر أن لا «يخون» أقرب الحلفاء.

يفصل «تيار المردة» بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وبين «التيار الوطني الحر». إذ يعتبر فرنجية أنّ وصول «الجنرال» الى الرئاسة هو انتصار للخط الذي يمثّله، واضعاً عون أمام خيارين: التعاون معنا أو مقاطعتنا، فيما العلاقة مع «التيار» تبقى ضمن إطارها السياسي، ومن المفترض أن يستقبل فرنجية اليوم وفدا من نواب «التيار»، في إطار الجولة التي يقوم بها على القيادات السياسية في لبنان، لعرض تصوره لمشروع قانون الانتخابات النيابية.

لا تخفي مصادر سياسية مطلعة على أجواء بنشعي أنّ ثمة محاولات من قبل «القوات اللبنانية» وبعض قيادات «التيار الحر» لتحميل التصريحات التي أطلقها فرنجية من بكركي بعد لقائه البطريرك بشارة الراعي، أمس الأول، «أكثر مما تحتمل».

وتلفت الانتباه إلى أن هؤلاء يريدون «أن يعملوا من الحبة قبة»، وأن يؤججوا الصراع بين فرنجية وبين رئيس الجمهورية الى حدود القطيعة النهائية لأن ذلك يخدم توجهاتهم مستقبلا، مشددة على أن ما يجمع الرجلين ضمن الخط الواحد والعلاقة التاريخية، أكثر بكثير مما يفرقهما.

وترى هذه المصادر أن «القوات» كانت ترى الفرصة مؤاتية لتصفية حساباتها والانقضاض على «تيار المردة» بالتعاون مع من لديه خصومة شخصية من «التيار» مع النائب سليمان فرنجية، وذلك لحسابات سياسية وانتخابية، فضلا عن محاولة إضعاف فرنجية مسيحيا ومن ثم رئاسيا، من خلال الايحاء بأن «زعيم المردة» لا يقيم وزنا للرئاسة الأولى وأن حجمه السياسي لا يمنحه الحق في الحصول على وزارة أساسية. ولكن الرياح الزغرتاوية التي هبت من بنشعي الى بكركي وصولا الى عين التينة، جرت بعكس ما اشتهت سفن معراب والبترون.

وتبسّط هذه المصادر الأزمة القائمة بين قصر بعبدا وبنشعي، لتؤكّد أنه لا يوجد فيها عقد فعلية، وهي بالتالي لا تحتاج سوى الى تلفون واحد من دوائر القصر لتحديد موعد لزعيم «المردة»، ولم يكن الأمر يحتاج الى بيان أو الى هذا التعميم الى كل من لديهم الهواجس.

وتشير هذه المصادر الى أن كل الأمور باتت واضحة ومحددة، وقد أودعها فرنجية لدى غبطة البطريرك وهو ملتزم بكل المبادرات التي يطلقها وتحفظ كرامة الجميع، وتفضي الى اللقاء مع رئيس الجمهورية وتحقق التآلف المسيحي المنشود، وهذا ما يؤكد، بحسب المصادر، إيجابية فرنجية وانفتاحه على كل الحلول الممكنة.

وفي الوقت الذي تشير فيه مصادر سياسية الى أن كل العقد الحكومية قد حلّت، مع انعقاد النصاب السياسي لحقيبة الأشغال إلى «المردة»، تلفت الانتباه إلى أن ثمة محاولات أخيرة لاستبدال حكومة الـ 24 وزيرا بحكومة ثلاثينية من أجل تجسيد الوحدة الوطنية بتمثيل كل الأطراف السياسية، لتحقيق انطلاقة قوية للعهد الجديد.

وتقول مصادر «المردة» إن حجمنا السياسي والنيابي يسمح لنا بأن نتمثل بحقيبة وزارية أساسية، علما أننا شغلنا في أكثر من حكومة حقائب سيادية في الداخلية والبلديات، والدفاع الوطني، والصحة، أما الحقائب الثانوية التي شغلناها فكانت بمبادرة منا من أجل تذليل بعض العقبات وتسهيل تشكيل الحكومات. وتضيف: لقد وصلنا الى حقنا من خلال الرئيس نبيه بري، ونحن منفتحون دائما على الجميع.