IMLebanon

خسائر«المستقبل» تتوالى من «الشرعي الإسلامي الأعلى» الى صيدا

وسط ما يجري من فتن مذهبية بين السّنة والشيعة، مع دخول التيارات السلفية والتكفيرية على الخط لإشعال النار تحت الرماد بينهما، من خلال اللعب على الوتر العاطفي الذي تتولاه الجهات المتطرفة دينياً، تعرب مصادر سياسية عن خشيتها من تفرّد السلفيّين بشد العصب السّني، في سبيل الجهاد والانتشار اكثر فأكثر في المناطق اللبنانية، لان بعض اهل السّنة يسيرون وراءهم تحت شعار مذهبي، ولان التيارات السياسية الوسطية كتيار «المستقبل» لم يعد يملك المناطق السنّية سياسياً وشعبياً وخصوصاً طرابلس، وهذا ما نراه ونقرأه على صفحات التواصل الاجتماعي، حتى من قبل مواطنين يقطنون منطقة طريق الجديدة اي معقل التيار، فضلاً عن مناطق البقاع الاوسط الموالية للحريري، إضافة الى صيدا التي دخلت على الخط منذ فترة، اذ تسّجل لدى بعض اهل السّنة نقمة كبيرة على سياسة «المستقبل» التي قضت عليهم كما يقولون، وهذا يعني ان التيارات السلفية نجحت في تغييّر سياستهم من خلال الوتر العاطفي الذي تستغله بهدف إعطاء شعبية لها، كما ان بعض الزعامات السّنية في خط 8 آذار تشّجع الحركة الناقمة على الحريري وتياره.

وما برز منذ ايام في هذا الاطار، هو انتخابات «المجلس الشرعي الاسلامي الاعلى» في كل لبنان، بعد خسارة كل مرشحي «المستقبل» في طرابلس، لحساب المرشحين المدعومين من القوى السياسية الاخرى في المدينة، بحيث فاز عبد الإله ميقاتي شقيق الرئيس نجيب ميقاتي، ومظهر الحموي المقرب من مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، وخلدون نجا المدعوم من النائب محمد الصفدي، وهمّام زيادة المدعوم من الوزير السابق فيصل كرامي، في حين سُجلّت خسارة لمرشحي «المستقبل»، باستثناء فوز منسق التيار في المنية بسام الرملاوي .

الى ذلك ترى مصادر نيابية في فريق 8 آذار أن «المستقبل» يتابع خسارته في عدد من البلدات السّنية، ومنها عرسال التي تكبّد اهلها خسائر كبيرة جعلتهم غير آبهين بكل اهل السياسة، معتبرة أن هبة الـ 15 مليون دولار اعادت الزعامة لفترة وجيزة فقط، ثم عادت وتناستها، لان المطلوب احتضان الاهالي والمؤيدين، ومَن يريد ان يكون زعيماً عليه ان يكون حاضراً مع اهله ومناصريه، لا ان يُطلق الخطابات الرنانة من الخارج، ناقلة عن الاهالي قلقهم من وضع البلدة الواقع اليوم على خط الزلازل الامنية، اذ ان هذا القلق لم تعشه المنطقة في أوج الحرب اللبنانية وعلى مدى عشرين عاماً من الصراع الطائفي في البلد، لان بلدتهم دفعت ثمن حروب الاخرين.

ورأت مصادر 8 آذار أن وهج الرئيس الحريري خفّ في بلدة سعدنايل ايضاً، مذكرّة كيف تم منذ اشهر إنزال صور الحريري والسنيورة لتستبدل بصور امير «الدولة الاسلامية» ولأول مرة، ما أكد خروج البلدة عن عباءة الحريري، وهي التي كانت تعتبر اول معاقله، معتبرة أن رفع صورة رمز الارهاب في سعدنايل يُعتبر تطوراً خطراً جداً. مع الاشارة الى ان المفاوضات التي جرت لاحقاً في البلدة ادت الى إعادة صورة الحريري الى مكانها.

وختمت بأن صيدا اليوم تسير على هذا الخط، بعد إزالة اللوحات الاعلانية التي رفعها مناصرو «المستقبل» في عاصمة الجنوب كتحية للملك السعودي، وهذه اللوحات تم إحراقها للمرة الثانية وكتبت مكانها عبارات نابية جداً، معتبرة أن خسائر الحريري تتوالى شعبياً وسياسياً، منذ دخول احمد الاسير على الخط، اذ استطاع جذب اهل التطرّف وهم كثر في المدينة، بحسب تعبير المصادر المذكورة.