IMLebanon

زبالة السياسة  تطمر المؤسسات

المجلس النيابي الممدد لنفسه خلافاً للدستور مضروب بالعجز المبرمج عن انتاج قانون انتخاب. والمعطّل عن العمل التشريعي كمؤسسة مفتوح للحوار الوطني. وليس الحوار سوى تقطيع وقت، وان قيل ان تقطيع الوقت مجتمعين أفضل من تقطيعه منفردين. فلا أحد يتوقع أن تحمل الجلسة العاشرة المقرر عقدها يوم ١٧ تشرين الثاني ما لم تحمله الجلسة التاسعة والجلسات التي سبقتها. ولا شيء يوحي ان المتحاورين يأخذون في الاعتبار المثل القائل الوقت كالسيف ان لم تقطعه قطعك، بحيث يلجأون الى قطع الوقت بقرار الذهاب الى انتخاب رئيس للجمهورية بدل تقطيعه بالمباراة حول مواصفات الرئيس كأنهم في لعبة كلمات متقاطعة.

ذلك ان ما بقي من السياسة هو الانتظار كأن الرهانات على ما في أيدي سوانا هي الرياضة الوطنية. فكل سياسي من الدرجة الأولى أو العاشرة يعود من زيارة الى عاصمة اقليمية أو دولية يخبرنا أن لبنان ليس على أجندة الاهتمامات. ومن الأخبار الجيّدة لا السيّئة، ألاّ نكون على أجندة الاهتمامات الخارجية فهذه فرصة لممارسة الحد الممكن من حرية القرار الوطني في معالجة قضايانا. لكن الذين تخلوا حتى عن الهامش المحلي الذي كان يحرص الزعماء في الماضي على الاحتفاط به يرون في قلّة الاهتمام الخارجي عقاباً للبنان.

حتى في أمور هي عادة من مهام البلديات مثل النفايات التي باتت تهدد بأمراض وكوارث، فان القرار فيها يبدو كأنه مهمة مستحيلة. والمفارقات مذهلة: مجلس الوزراء الذي اعطاه الدستور في ظل الشغور الرئاسي ان يمارس صلاحيات الرئيس وكالة بالاضافة الى صلاحياته الأصيلة عاجز عن اتخاذ قرار بلدي وينتظر ان يقرر الجميع له وعنه لكي يجتمع. آلة الانتاج الحكومي معطلة بالخلاف على آلية اتخاذ القرار في مجلس الوزراء. الحياة النيابية التي هي، ومن ضمنها اللعبة البرلمانية الديمقراطية، التجسيد الحي للميثاقية معطلة تحت عنوان الميثاقية والخلاف على تفسيرها العملي.

لا موازنة منذ عشر سنين، وبدل اقرار موازنة، يتم بذل الجهود على ابتداع حيلة قانونية لتسيير الامور المالية عند كل استحقاق. لا رئيس جمهورية منذ ٢٥ ايار ٢٠١٤، وبدل انتخاب رئيس، يكثر التشاطر في اختراع مخارج لمآزق لا وجود لها في حضور رئيس للجمهورية. ولا احتكام الى الدستور الا في الخطاب، وبدل تطبيقه واعطاء المجلس الدستوري صلاحية تفسير الدستور، يتم احيانا تعطيل النصاب لمنع المجلس الدستوري من اتخاذ قرار يبطل التمديد للمجلس النيابي، ويصبح التفاهم على صيغة واحدة لفهم الميثاقية مسألة خلافية بامتياز.

والمضحك المبكي ان العاجزين يمارسون غطرسة بلا حدود. –