IMLebanon

لماذا طالب كبار أعضاء مؤسسة الدفاع الإسرائيلية بوقف الحرب على غزة؟

 

 

 

قال موقع «واللا» الاخباري الاسرائيلي بتاريخ 16 أيار 2021 أنه بينما يصر رئيس الوزراء بينيامين نتنياهو ووزير الدفاع بيني غيتس على مواصلة الحملة العسكرية على غزة، قال كبار أعضاء مؤسسة الدفاع الاسرائيلية من دون أن يذكر الموقع اسماءهم، بأن اسرائيل تدفع ثمن استمرار العملية وقد تخاطر بمناورة برية لا يريد أحد خوض غمارها.

ولفت الموقع إلى أن هناك خوفا من جهاز الدفاع الاسرائيلي من ظهور مفاجئة عسكرية تكون من صنع حركة حماس تتطلب رداً بمناورة برية محفوفة بالمخاطر الكبرى على اسرائيل ، كما أشار هؤلاء المسؤولين إلى أن فاعلية الهجمات الاسرائيلية على غزة قد انخفضت، ووفق الموقع الاسرائيلي فإن حجم الصواريخ التي دخلت بها حماس إلى المعركة يناهز الـ14 الف صاروخ ما سيتيح لها اطلاق الصواريخ بشكل متواصل لمدة 60 يوماً.

واستناداً إلى كبار ضباط أعضاء المؤسسة فإن قائد الجناح العسكري في حركة حماس محمد الضيف نجح في فرض معادلة جديدة على اسرائيل بعد أن قرر اطلاق صواريخ على كل منطقة يمكن أن تصل اليها في جميع أنحاء البلاد.

وهنالك محللين اسرائيليين آخرين كان لهم رأي أيضاً حول الوضع الميداني العسكري بتاريخ 18 أيار 2021، إذ أن المحلل السياسي باراك رافيد أوضح بأن البيت الأبيض اتخذ قراراً يحذر بموجبه من استمرار المعارك وعدم وقف اطلاق النار خصوصاً عقب قصف الطيران الحربي الاسرائيلي لبرج الجلاء في غزة والذي تتواجد فيه مقرات وكالات أنباء ووسائل اعلام عالمية بينها وكالة أسوشيتيدبرس وقناة الجزيرة، وقد ترددت أنباء عن أنه منذ يوم 11 أيار 2021 وادارة بايدن تمارس ضغوطاً كبيرة على اسرائيل لحملها على وقف عدوانها على غزة، وجعل الانتقادات من قبل دول عربية وأوروبية تتوقف ضد الحكومة الاسرائيلية، لأن واشنطن باتت تعتبر ونتيجة عنف المعارك وضراوة القصف بأن الرصيد السياسي الدولي لاسرائيل بدأ بالتآكل وبالتالي بدأ ينتهي وأنه من الأفضل انهاء العملية العسكرية، فضلاً عن أن الرئيس الأميركي جو بايدن يواجه ضغوطاً داخلية هائلة من جانب أعضاء مجلس الشيوخ والنواب عن الحزب الديمقراطي الذين بدورهم شنوا هجوماً عنيفاً على الحكومة الاسرائيلية.

وأشار المعلق رافيد إلى أن الانتقادات لاسرائيل كانت على أشدها من قبل رئيس اللجنة الخارجية في مجلس الشيوخ روبرت مننديز الذي يعتبر أحد أكثر المؤيدين لاسرائيل في الحزب الديمقراطي، كما أعلن رئيس لجنة الخارجية في مجلس النواب الأميركي غريغوري نيكس أنه سيطلب من الرئيس بايدن ارجاء صفقة الأسلحة مع اسرائيل جراء استمرار العدوان على غزة.

وأوضح المعلق رافيد بأن الانتقادات لاسرائيل من قبل الحزب الديمقراطي الاميركي هي الأعنف حتى الآن وأن اسرائيل لم تواجه مثيلاً لها من قبل أبداً.

ومن جانبه، رأى رئيس تحرير صحيفة هاآرتس أنوف بن أن العدوان الحالي على غزة يبدو أنه حرب الحدود الأكثر فشلاً، وهي الحرب غير الالزامية بالنسبة لاسرائيل، وأضاف بن أنه بدلاً من اضاعة الوقت لمطاردة لا طائل بها ولن تجلب الانتصار، يتعين على نتنياهو وقف العدوان فوراً لأن مشاهد القتل والدمار ستجلب الهزيمة لاسرائيل، وختم بن قائلاً بأنه لا توجد فكرة واحدة لدى الجيش الاسرائيلي تقنع بأن قدرات حركة حماس العسكرية سيفدحها الشلل التام.

ويذكر أن موقع الـBBC الناطق بالعربية كان قد أشار الى ان اسرائيل ترفض وقفاً لاطلاق النار وقد أفاد وزير استخباراتها ايلي كوهين بأن حكومة بلاده قررت رفض أي اقتراحات بخصوص وقف اطلاق النار مع حركة حماس لأن اسرائيل تعتبر أن انتصارها الناجز لن يتحقق إلا باغتيال قيادات كبار في الحركة وانهاك قدرات حماس العسكرية.

من هنا وإذا استمر وقف اطلاق النار ولم تتجدد المعارك تكون اسرائيل قد منيت بهزيمة أمام حركة حماس.

وبتاريخ 14 أيار 2021 قال الباحث والمحلل جوناثين ماركوس العامل في موقع الـBBC أيضاً بان حركتي حماس والجهاد الاسلامي تمتلكان أسلحة كافية لمهاجمة اسرائيل، وان أحد أهم الأسلحة في ترسانة الفلسطينيين هي المجموعة المتنوعة جداً من صواريخ أرض أرض وصواريخ كورنيت المضادة للدبابات التي استخدمت خلال الأيام الأخيرة، ويعتقد خبراء اسرائيليون وأجانب بأن الخبرة والمعرفة الايرانية لعبت دوراً هاماً في ابتكار حماس لهذه الصناعة العسكرية وبالتالي كانت مواقع تصنيع وتخزين الأسلحة من ضمن الأهداف الرئيسية للقصف الاسرائيلي، ويعتقد الخبراء أيضاً أن حركة حماس يمكن ان تحافظ على هذا المستوى من القدرة النارية لفترة مديدة من الزمن، وأن السمة العامة لصواريخها هي أنه بات لها مدى أطول وحمولات متفجرة أكبر، فضلاً عن امتلاكها صواريخ قصيرة المدى بوفرة كبيرة منها القسام الذي يبلغ مداه 10 كيلومترات والقدس 101 والذي يبلغ مداه نحو 16 كيلومتراً، كما أن لديها نظام صاروخ غراد ويصل مداه حتى 55 كيلومتراً وصاروخ سجيل الذي يصل مداه أيضاً إلى 55 كيلومتراً، فضلاً عن امتلاكها أعداداً كبيرةً من قذائف الهاون.

كما ان الحركة تمتلك مجموعةً متنوعةً من الأنظمة الصاروخية الطويلة المدى مثل m75 ويصل مداه إلى 75 كيلومتراً والفجر الذي يصل مداه حتى 100 كيلومتر و160 آر ويصل مداه حتى 120 كيلومتراً، وبعض صواريخ m302S الذي يبلغ مداه 200 كيلومتر وكلها أسلحة تهدد الشريط الساحلي المكتظ بأكبر كثافة سكانية في فلسطين المحتلة والذي يضم أيضاً البنية التحتية الحيوية بأكملها.