IMLebanon

بازار جبران

 

أتخيل جبران باسيل، قاعداً بالشورت في اللقلوق، وأمامه على السطيحة فنجان نيسكافيه و 4 موبايلات: الأول مخصص للمقر الدائم لمجلس الدفاع الأعلى الدائم الإنعقاد في بعبدا. والثاني لمتابعة الشؤون الحزبية، والثالث للإتصالات السياسية، والرابع للمسائل الشخصية والشؤون المتعلّقة بالأعمال و”المشاريع والضهرات”.

 

إستثنائياً، شغّل باسيل الخطوط الأربعة لإجراء إستشارات تمهيدية تمهّد لاختيار رئيس حكومة جديد بـ”طقتو”. حكى باسيل شخصيّاً مع كل المرشحين المحتملين لتولي رئاسة الحكومة. حتى أنه اضطر أن يجس نبض عمر حرفوش من خلال مقرّبين كي لا يصدمه الأخير بالرفض. وبين الحين والآخر، يقف ويصلح قيافته كي يؤدي التحية لأحد المتصلين: “بعد ما في إسم عمو”. هذا ما يمكنني تصوّره.

 

كل الأبواب موصدة. في أفضل الأحوال من أوحى باستعداده لترؤس حكومة العهد الأخيرة اشترط توافقاً إيرانياً سعودياً روسياً فرنسياً أميركياً قطرياً أممياً مسبقاً على البيان الوزاري. واشترط إطلاق يده في تسمية الوزراء، كل الوزراء وإعادة الدولار إلى مستوى 1521 ليرة شراءً و1509 مبيعاً بسعر وسطي وقدره 1515 وتحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، ومعالجة معضلة النازحين السوريين، وإقرار الكوتا النسائية، واستعادة الأموال المنهوبة وتنظيف مجرى الليطاني، وتأمين التيار الكهربائي لكل لبنان.

 

يقفل جبران خطاً. يفتح خطاً. إتصل بكل السنّة المحتمل توليهم رئاسة مجلس الوزراء مستقبلاً. من نواب ووزراء حاليين وسابقين ومدراء عامين وقادة أمنيين ورجال أعمال ومال، وأخبرهم فرداً فرداً، التقدير الشخصي الذي يكنّه “فخامة الرئيس” لهم. وحرص الرئيس باسيل على الإتصال بكل فاعليات آل سلام واليافي والعويني وشهاب وعلم الدين والبساط وقباني وتيزاني وكرامي، ومخزومي وقريطم والمشنوق والحسن والبرجاوي ومراد وحمود والسبع أعين، ومكاري وقصير وشقير والسنيورة والحريري، لاستمزاج رأيهم في تولي رئاسة الحكومة.

 

إتصالات محمومة تقطعها لحظات رهبة. الرئيس جبران يتحدث إلى مرجع كبير: oui. oui. non. oui

 

“Non ما حدا عم يقبل أنكل”.

 

مضت خمسة أيام على اعتذار الرئيس سعد الحريري، لم ينم في خلالها الرئيس جبران خمس ساعات ولا تسنّى له الإحتفال بالإنتصار المبين. ولا هدأت اتصالاته. قدّم لمن هاتفهم، عروضات مغرية. بيطلعلك 4 وزراء سنّة: 2 عادي واحد إكسترا والرابع مع تاراتور قليل، وستحصل على راتب + عمولة + صورة لفخامة الرئيس موقعة منه + كيلو ونص بقلاوة + 4 بونات بنزين شهرياً + إشتراك موتور لمدة سنة+ إشتراك بمنصة صيرفة+ دعوة لأربعة أشخاص، لزيارة معلم مليتا الجهادي + 4 كيلو من لحم الضأن.

 

بازار تسمية رئيس الحكومة مفتوح على مصراعيه وإلى عروضات العيد، لكم أن تتخيلوا التسهيلات والتضحيات التي سيقدمها جبران للرئيس المكلف، في الأيام والأسابيع والأشهر المقبلة. أضحى مبارك للجميع.