IMLebanon

فتنة باسيل أصابت حلفاءه قبل الخصوم في البقاع

 

 

“التيار” يريد أصوات “حزب الله” ويخجل من التحالف معه

 

 

شهدت الساحة الانتخابية أول أيام عيد الفطر استعراضاً انتخابياً لم يشهده البقاع من قبل بهذه الطريقة من قبل رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، بعدما حوّل الطرقات البقاعية إلى ثكنات عسكرية لم يسبق أن شهدتها هذه الطرقات حتى في أحلك الظروف الأمنية السيئة.

 

هذا الاستعراض الاستفزازي شهدته منطقتا البقاعين الغربي والأوسط. ترجمت باحتشاد الآليات العسكرية عند مداخل البقاع الغربي الثلاثة، ومداخل الطرقات المؤدّية إلى مدينة زحلة، كان أكبرها وأضخمها في تعلبايا. هذا الإستعراض تم تفسيره بأنه لاستجداء حلفائه على اللائحة من أحزاب ومستقلين لإعطاء مرشحيه الصوت التفضيلي.

 

ففي احتفالي عين زبدة في البقاع الغربي وراشيا، وفي إعلان لائحة «زحلة الرسالة» تصاعد دخان التباين من داخل لائحتيهما، بحيث اعتمد باسيل على سياسة «تنفير» الحلفاء. وخلافاً للمعهود فتح نيرانه مباشرة على حليف حليفه النائب إيلي الفرزلي بعدما شعر أنه قد يكون الرقم الثالث في اللائحة، ما يحرم مرشحه من الفوز بحال كانت النتيجة ثلاثة للائحة تحالف مراد والوطني الحر وأمل والفرزلي وثلاثة للائحة تحالف القرعاوي والاشتراكي والجماعة الإسلامية، ما لم تحصل إحدى اللوائح الأربع المتبقية على حاصل يخوّلها الفوز بمقعد واحد.

 

وفي هذا الإطار تصاعدت حملة عبر شبكات التواصل الاجتماعي ضد لائحة» نحو غد أفضل»، وإطلاق تسمية لائحة «العتمة»، لكونها تضم شربل مارون «وطني حر» المتهم بأنه يعاقب القرى من منطلق طائفي، كذلك الحاج قبلان قبلان «أمل»، لأن الحركة هي الوصي على مصلحة الليطاني المسؤولة عن معمل عبد العال لإنتاج الطاقة، وايلي الفرزلي سكت عن معاقبة المنطقة ونقل الكهرباء عن قرى جب جنين والقرعون ولالا وغزة وبعلول وحوش الحريمة إلى قرى أخرى وإلى القصر الجمهوري في بعبدا عندما كان في تكتل لبنان القوي.

 

مصادر مقربة من حركة أمل أعربت لـ»نداء الوطن» عن استيائها من تناول باسيل للفرزلي بهذا الأسلوب وبهذا التوقيت، واعتباره تهجم على الرئيس نبيه بري شخصياً، لأنه يصرّ أن لديه في الغربي مرشحَين الحاج قبلان قبلان ونائبه. فلا يخفي الفرزلي في مجالسه أنه وضع جميع أوراقه «في يد دولة الرئيس بري».

 

يتابع المصدر «كان حرياً بباسيل التعامل مع الفرزلي كحليف… بعد هذا التصويب يتم درس خيار الطلب من قيادة الحزب إعطاء أصوات المحسوبين على سرايا المقاومة والسوريين للفرزلي».

 

لم ينته الأمر عند حدود حليفهم السابق لتنتقل المعركة مع الحلفاء إلى دائرة زحلة والبقاع الأوسط، ليصب النائب سليم عون المرشح عن المقعد الماروني جام حقده على الرئيس فؤاد السنيورة ومرشحه بلال الحشيمي، من دون أن يتطرق لأي مرشح ماروني آخر، هذا الهجوم لم يكن بهدف منع الناس من انتخاب الحشيمي على لائحة «زحلة السيادة» بقدر ما هي إصابة عصفورين بحجر واحد: الأول دفع الشارع السني وتحديداً جمهور «المستقبل»، لأن يصوّت للحشيمي من خلال التصويب عليه، ما يرفع من منسوب تأييده الشعبي، بهدف منع تقدم مرشح حزب القوات عن المقعد الماروني ميشال التنوري.

 

أما الإصابة الأخرى والأكثر إيلاماً استهدفت حليفه المرشح عن المقعد السني حسين ديب صالح، بهدف إضعافه بعدما تصدر المرتبة الثانية على اللائحة بحسب التقديرات والإحصاءات نتيجة تقدمه في الشارع السني في الأسبوع الأخير، والتقديرات ذاتها أشارت إلى أن سليم عون في المرتبة الرابعة بعدما سبقه الوزير جورج بوشكيان إلى الثالثة على اللائحة، خاصة أن التقدم أتى بعدما اعتذر صالح عن حضور احتفال إعلان اللائحة برعاية باسيل، ما استدعى من مقدم الاحتفال اعتبار الاحتفال حزبياً لإعلان مرشحي التيار الوطني الحر، بعدما اعتذر كذلك عن الحضور الوزير جورج بوشكيان مرشح حزب الطاشناق عن المقعد الأرمني، الذي ينافس سليم عون على المرتبة الثانية في اللائحة.

 

وفي السياق أكدت مصادر مقربة من «حزب الله» أن الإشكاليات داخل اللائحة في ما بين أعضائها ناجمة من انتقادات أحد المرشحين تحرك زملائه في بيئته، وهذا يرتب في الاستحقاقات المقبلة دراسة كل تحالف لوحده، «التيار يريد أصواتنا، ويريد أن نبرر له خجله أمام بيئته الحاضنة من تحالفه معنا»، وكرّر «أن المرشح رامي ابو حمدان هو المرشح التفضيلي الأول للحزب، وحسين صالح الثاني، وغير ذلك يبقى كلاماً في الهواء».