IMLebanon

باسيل و”ما حدا عنده أكثري”… رسالة لنصرالله وفرنجية قبل جعجع

 

 

لم تحمل الإستحقاقات المتتالية من إنتخاب رئيس مجلس نواب ونائبه وهيئة المجلس واللجان وتسمية رئيس جديد للحكومة أي مفاجآت تُذكر، أو حتى حدوث أي أمر يقلب «الستاتيكو» القائم.

 

لا شكّ أن الإهتمام بدأ ينصبّ بشكل كبير على الإستحقاق الرئاسي لأن هذا الإستحقاق سيُحدّد صورة السياسة اللبنانية أقلّه على مدى 6 أعوام مقبلة، وفي النتيجة فإن الإنتخابات النيابية كرّست الأحجام والأوزان داخل الساحة المسيحية.

 

وظهر جلياً تفوّق حزب «القوات اللبنانية» الذي بات يملك أكبر كتلة مسيحية في المجلس بشكل عام، وأيضاً حصد العدد الأكبر من أصوات المسيحيين حيث تفوّق على منافسه «التيار الوطني الحرّ» بأكثر من نحو 60 ألف صوت تفضيلي، وأتى «التيار» في المرتبة الثانية، وحصل على الكتلة الثانية مسيحياً، وعلى رغم ان «حزب الله» وحلفاءه الدروز مدّوه بنحو 8 نواب، إلاّ أنه بقي متفوقاً على بقية القوى المسيحية الأخرى من «كتائب» و»مرده» ومستقلين.

 

وكان لافتاً كلام رئيس «التيار» النائب جبران باسيل بعد فوز الرئيس نبيه بري برئاسة المجلس النيابي والنائب الياس بوصعب بنيابة الرئاسة قوله إن أحداً لا يملك الأكثرية، ومن ثمّ كرّر هذه العبارة خلال الإستشارات النيابية الملزمة أمس الأول، في حين أن «حزب الله» يحاول الإيحاء بأنه يملك الأغلبية ساعة يشاء.

 

من يسمع كلام باسيل يظن للوهلة الأولى أنه موجّه اولاً ضدّ رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع وأفرقاء المعارضة الذين أعلنوا الإنتصار عشية الإنتخابات النيابية، لكن تأكيد باسيل خلال إحدى الإطلالات التلفزيونية أنه و»القوات» أكبر كتلتين مسيحيتين وبقية الأطراف تمثيلهم هزيل، يطرح أكثر من علامة استفهام.

 

وبات معلوماً أن «حزب الله» لم يحسم خياره الرئاسي نهائياً على رغم تفضيله رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية على باسيل، وهذا الأمر دفع بباسيل إلى الحديث عن الأكثرية والتمثيل المسيحي، مع علمه المسبق أن جعجع لن يسير بفرنجية أو بأي مرشّح قريب من «الحزب».

 

ويحاول باسيل إستغلال هذه النقطة للضغط على «حزب الله» أكثر، فهو وإن كان مرّ استحقاق انتخاب رئيس مجلس نواب وتسمية رئيس حكومة بلا موافقته وموافقة الكتلة القواتية، فإنه يعتبر أنه من رابع المستحيلات أن يفوز رئيس جمهورية بالنصف زائداً واحداً من دون موافقته وموافقة «القوات»، وبالتالي فإن «الحزب» غير قادر على فرض رئيس لأن سيناريو تسمية الرئيس نجيب ميقاتي الذي لم يحصل على أكثرية النصف زائداً واحداً لن يمرّ في الإستحقاق الرئاسي.

 

من هنا، فإن باسيل يعتبر أن إمكان وصول فرنجية إلى بعبدا سيمرّ حكماً به ووفقاً لشروطه، وإلا لا رئاسة حتى لو أراد «الحزب» ذلك، ومن جهة ثانية يعلم باسيل أن فرنجية هو مرشح بري والرئيس سعد الحريري بالدرجة الأولى قبل «الحزب» ومحور «الممانعة»، لذلك يحاول قطع الطريق على أي صفقة ثلاثية بين «الحزب» وبري والحريري توصل فرنجية إلى بعبدا من دون أن تمرّ بشروطه أو يباركها.

 

من هنا، تبدو حسابات رئاسة الجمهورية معقدة كثيراً وليست بنزهة على رغم أن المجلس النيابي لا يزال في أول عمره، خصوصاً وأن كلمة السرّ الإقليمية والدولية تفعل فعلها في مثل هكذا إستحقاق.