IMLebanon

العوني الفريد

 

بمرور الوقت، وبفعل الضخّ اليومي والبخّ المستدام، تعلّم «الأعمى يقرا دس» على قولة سعيد عقل في واحدة من خماسياته، كما بات المتواضع الذكاء والقصير النظر والقليل الحيلة قادراً على معرفة مطلق المواقف السياسية بالاستدلال وحاستي الشم والسمع. وكيف لا تُشتمّ رائحة البارود ويسمع صليل السيوف في ساحات الوغى من خلال هذه الأسطر الطازجة:

 

«من حقنا أن نمارس حق الدفاع عن وطننا ونحن نُشخّص طريقة الدفاع وكل ما يحلم به العدو هو أضغاث أحلام لن نستدرج للبحث في تفاصيل أوهامه وغطرساته. نحن أهل الميدان وأهل البأس الشديد ولم نذق العدو بعد كل بأسنا».

 

الأعمى يرى الحاج محمد رعد في هذا النص الثقيل.

 

والأعمى نفسه يرى جبران إن تلا مبصرٌ على مسمعه واحدة من لمعات الصهر البائتة وامتحنه في معرفة whose who is: «خلّونا، يعني ما خلّوكم. وكمان نحنا ما خلّيناهم، ما خلّيناهم يوطّنوا النازحين، بس ما خلّونا نردّهم على وطنهم. ما خلّينا داعش تحتل أرضنا، بس ما قدرنا نشيلها من عقول البعض، ما خلّينا إسرائيل تغزو مياهنا وتسرق غازنا، بس ما قدرنا لليوم نستخرجه ونستفيد منه.

 

للعونيين قاموسهم السياسي الفريد وشخصياتهم الإستثنائية. سليم عون فريد بكل تجلياته، وندى البستاني فريدة، وماريو عون كان فريداً، سيزار أبو خليل فريد حالي. الحليف فريد فريد بالولادة.

 

العوني دائماً متميز. هو الأنظف. هو الأشرف. هو الأذكى بين الشعوب. العونيون جنس فريد.

 

للعوني مفردات خاصة به. ومعادلات لا «تركب على قوس قزح» ومنطق غريب عجيب… وطبعاً فريد. العوني مثلاً ضد التشريع بغياب الرئيس للتمديد لقائد الجيش ومع تعيين قائد جديد للجيش بدون وجود رئيس.

 

العوني ضد المنظومة الحاكمة بـ30 سنة وهو تلت المنظومة بالتمام والكمال بـ15 سنة.

 

العوني طالع من رحم المؤسسة العسكرية، أي أنه ابن المؤسسة وكل ممارساته ضد الماما والبابا. التاتا وجدّو.

 

العوني مستعجل على انتخاب رئيس، لا بل مستقتل والنطرة سنتين وخمسة أشهر شيء من الإستعجال.

 

العوني وكيل حصري للسيادة والإستقلال من يتكلم عليهما يكون «حرامياً».

 

العوني ينظر إلى «حزب القوات اللبنانية» اليوم كميليشيا، ويعتبر «الحزب الإلهي» المدجج بالصواريخ شي بيشبه «حركة اليسار ـ الخضر» في إيسلندا.

 

والعوني يؤكد أن تاريخ الإنسانية بدأ في شباط 1935 ما يعني أن سعيد عقل وُلد قبل التاريخ بـ23 سنة وشارل مالك وُلد قبل التاريخ بـ29 سنة ونبيه بري ولد في السنة الأولى من التقويم العوني.