IMLebanon

الأمن العام على حدود شبعا ثم عرسال

افتتح الأمن العام أول من أمس مركزاً جديداً له في بلدة شبعا، في ظلّ حركة دخول وخروج للنازحين من سوريا وإليها عبر جبل الشيخ. من جهتها، اعترضت سوريا على تحوّل المركز إلى مركز حدودي شرعي، في ظلّ عدم وجود مركز حدودي سوري من الجهة المقابلة.

أشار مكتب شؤون الإعلام في المديرية العامة للأمن العام، في بيان له إلى أن «المدير العام اللواء عباس إبراهيم، قام صباح السبت بزيارة خاصة لبلدة شبعا، افتتح خلالها مركزاً حدودياً جديداً للأمن العام». البيان المقتضب لا يعكس المسار الطويل الذي مرّ به المركز حتى افتتاحه. إذ جاء الافتتاح بعد تقارير أمنية عن تسلل أشخاص إلى شبعا، وسط مخاوف من تكرار التجربة العرسالية في منطقة العرقوب.

فالمعبر بين شبعا والبلدات السورية عبر جبل الشيخ ليس رسمياً، إلا أن كثافة العبور في المرحلة السابقة حوّلت الطريق إلى معبر رئيسي إلى لبنان يستخدمه النازحون السوريون الهاربون من بلداتهم في بيت جن ومزرعة بيت جن وغيرها في السفح الشرقي لجبل الشيخ، بسبب المعارك الدائرة بين الجيش السوري من جهة، و«جبهة النصرة» والمجموعات المسلحة من جهة أخرى. ويتطلب العبور من جبل القلب الشرقي للجبل إلى الجهة اللبنانية المرور تحت أنظار مواقع العدو الإسرائيلي في مزارع شبعا وجبل الشيخ وقوات اليونيفيل و«اليونيديوف» سيراً على الأقدام وباستخدام البغال، في الوقت الذي وضع فيه تيار المستقبل والجماعة الإسلامية والتيار السلفي في العرقوب وأحزاب أخرى، إمكاناتهم بتصرف النازحين السوريين، وأقاموا عدّة منشآت لإيوائهم، ومراكز لمعالجة جرحى المجموعات المسلحة.

علماً بأن الجيش اللبناني الذي يرابض في طريق المعبر، منع دخول الجرحى في الآونة الأخيرة، بعد توتّرات على جانبي الحدود بسبب المعارك على المقلب الشرقي لجبل الشيخ وارتداداتها على المقلب اللبناني من الحدود في قرى حاصبيا وراشيا وضغوط من أحزاب قوى 8 آذار في المنطقة. وسبق أن أشرف الجيش على نقل المقاتلين الجرحى بسيارات الإسعاف إلى مستشفيات البقاع الغربي للعلاج، بعد ضغوط عديدة من المنظمات الدولية بحجّة ما تفرضه اتفاقية جنيف الرابعة، لكن ما كان مصيرهم بعد شفائهم؟

وفي جولته بعيداً عن وسائل الإعلام، عاين إبراهيم المعبر غير الشرعي والمنطقة المفتوحة في جبل الشيخ بين العرقوب والجانب السوري، حيث «اختلط الحابل بالنابل» لدواعٍ إنسانية على معبر شبعا، فدخل الأمن العام على الخط، ورأى أن مراقبة المعابر الحدودية تقع ضمن مهماته. وبدأت الاستعدادات قبل أشهر لافتتاح مركز ثابت يضبط حركة العابرين ويدقق في هوياتهم ووجهتهم إلى لبنان. وعلمت «الأخبار» أن سوريا سبق أن اعترضت لدى الأمن العام اللبناني على تحوّل هذا المعبر بوجود مركز للأمن العام إلى معبر شرعي لمرور السوريين، في الوقت الذي لا يقابله في المقلب الآخر مركز حدودي سوري لضبط حركة الدخول والخروج. غير أن المركز المكون من عدد من الغرف الجاهزة التي قدمتها قيادة اليونيفيل، سيستقبل أيضاً معاملات النازحين، علماً بأن الأمن العام سيفتتح خلال أيام مركزاً مماثلاً عند حدود عرسال مع الأراضي السورية.

وفي السياق، أطلق أحد مراكز الجيش اللبناني في مرتفعات بلدة شبعا النار ليلاً على أربعة مجهولين حاولوا التسلل من شبعا إلى الأراضي السورية وأصاب أحدهم واعتقل الآخرين. وتبيّن أن الأشخاص الأربعة مواطنون سوريون من منطقة المزّة في دمشق كانوا يحاولون الوصول إلى الأراضي السورية عبر شبعا، ونُقلوا بعد اعتقالهم إلى مركز مخابرات الجيش في صيدا لاستكمال التحقيقات، من دون أن يعرف سبب اختيارهم هذه المنطقة بالذات للتسلل إلى سوريا.

من جهة ثانية، سيّر العدو الإسرائيلي على الحدود من العباسية غرباً وحتى مرتفعات شبعا وكفرشوبا شرقاً دوريات عدّة، في ظل تحليق طائرة استطلاع دون طيار في أجواء مزارع شبعا والجولان، وأطلق رشقات رشاشة ثقيلة من موقعي العلم ورمتا في اتجاه الأحراج المحيطة.