من حق جورج ابراهيم عبد الله (69 عاماً) كمواطن لبناني، على حكومته أن تتولى قضيته مظلوماً كان أو مداناً وأن تتابعها مع السلطات الفرنسية، ومن حقه على وزارة العدل اللبنانية أن تراسل وزارة العدل الفرنسية لاستيضاحها موضوع قرار محكمة التمييز الجنائية غير القابل للطعن، والذي قضى بتعطيل أحكام الإفراج المشروط عنه في العام 2003، وهذا ما فعلته، ويسجّل للرئيس ميشال عون إيلاؤه قضية عبد الله كل اهتمام، كما يحق لمناصري عبد الله وسائر المناضلين الأمميين أن يتظاهروا أمام قصر الصنوبر لإسماع صوتهم لأي مسؤول فرنسي، وهم يعتبرون أن زعيم الألوية الثورية اللبنانية (ضمت العشرات) لا يقل أهمية عن كارلوس وكوزو أوكاموتو.
ومعروف أن عبد الله مدان بالمشاركة في اغتيال ياكوف بارسيمنتوف، السكرتير الثاني للسفارة الاسرائيلية في فرنسا، في 3 نيسان 1982، والملحق العسكري الأميركي في باريس، تشارلز روبرت راي (18 كانون الثاني 1982)، وبمحاولة قتل القنصل العام الاميركي روبرت هوم في ستراسبورغ في 1984، ولم يحكم فقط لامتلاكه جواز سفر جزائرياً مزوّراً.
وفي اليومين الأخيرين، عادت قضية عبد الله إلى الضوء وتفرّد النائب أسامة سعد بإثارة القضية في خلال الإستشارات النيابية في قصر الرئاسة الثانية “قلتُ لأديب (مصطفى) إنّك عن طريق باريس أتيت رئيساً للحكومة، ولكن بعد 36 سنة ومن طريق باريس أيضاً، لِمَ لم يحضر جورج ابراهيم عبد الله بعد؟ هذا سؤال مرتبط بالكرامة الوطنيّة”. هذا ما صرّح به رئيس “التنظيم الشعبي الناصري”.
من وجهة نظر الدكتور سعد، طبيعي أن تكون الكرامة الوطنية منقوصة مع استمرار احتجاز عبد الله كفرد وكرمز للخط النضالي اللبناني ـ الفلسطيني العابر للحدود، وماذا بشأن مئات المعتقلين تعسفاً والمخفيين قسراً في سجون البعث؟ وهذا أيضاً سؤال مرتبط بالكرامة الوطنية. لماذا لم يصطحب أي وزير ممن نعّموا طريق الشام ذهاباً وإياباً معتقلاً واحداً منذ ثلاثة عقود؟ لماذا لم يصطحب أي مسؤول سوري معه بطرس خوند؟ ريّس بطرس أيضاً مناضل لبناني وخطفه عملاء سوريا من سن الفيل.
من حق هؤلاء، ومناصريهم وأهلهم وأصدقائهم أن يتظاهروا أمام مقر سفارة نظام البعث التي يشغلها السفير علي عبد الكريم علي للمطالبة بكشف مصيرهم وتحرير الأحياء منهم. أهل الشهداء ـ الأحياء في سوريا هم أيضا قوم لا ينسون أسراهم فعسى ألا ينسى النواب الكرام أن مسألة الكرامة الوطنية تتعلق بكل لبناني مظلوم، سواء يقضي أيام احتجازه في البيرينيه أو في جهنم التعذيب والقتل.