IMLebanon

الاعتياد على الفراغ الرئاسي؟!  

الى اين وصلت  عقدة الفراغ الاسرائيلي، بعدما تكررت جلسات الارجاء لعدم توفر النصاب القانوني  حتى تجاوزت الاربعين، من غير ان يشعر احدهم ان الاستمرار في اللعبة الرئاسية لم تعد جائزة بالشكل الذي تمارس فيه مهما اختلفت الاعتبارات الى حد القول ان من الواجب البحث عن اسماء مرشحين من غير  رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجية حيث تؤكد الوقائع ان لا مجال امام اي واحد منهما لان يصل الى قصر بعبدا.

هذا التوجه لا بد منه في حال كانت رغبة في انتخاب رئيس خصوصا ان عون وفرنجية في غير وارد الابتعاد عن الترشح لاسيما انهما قطفا الشهرة من غير ان يصلا الى ما يسعيان اليه بعد دخول الفراغ الرئاسي سنته الثالثة، اضف الى ذلك ان ما تردد عن الكشف عن مصادر ترشيح فرنجية قد اصبحت في متناول اليد، من غير حاجة الى التوقف عند نفي سفارتي المملكة العربية السعودية وبريطانيا ما قيل عن ان البلدين سبق لهما ان رشحا فرنجية وصادف قبولا عند الاميركيين، من دون ان يصدر عن واشنطن ما يؤكد او ينفي اي ضلع للاميركيين في الموضوع؟!

اما الذين على اطلاع على معلومات مغايرة فيقولون ان الامور مرهونة بايران قبل اي طرف اخر،  الى حد القول ايضا ان حزب الله لن يتخلى عن عون، حتى وان كان يتصدر قائمة مقاطعي الجلسات ولم يجرب مرة واحدة المشاركة في اي جلسة من جلسات الانتخاب مثله مثل نواب تكتل  التغيير والاصلاح المحسوبين على عون لمجرد شعور الاخير بانه غير مرغوب فيه، بحسب ما صدر عن تيار المستقبل الذي سمي صراحة النائب فرنجية مرشحا للرئاسة الى ان اخر المعزوفة السياسية التقليدية التي لم تعد تجد من يصدقها من بين السياسيين قاطبة؟

من هنا وعلى اساس كل ما تقدم فان لا مجال امام انتظار عقد جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية، طالما بقيت الامور سائرة في الاتجاه  المغاير للواقع وللمنطق وهذا الامر يكاد يصبح من الامور المألوفة قبل كل ما عداه من امور مرشحة لان تبقى عالقة في الاذهان وفي العقد السياسية المعروفة من الجميع، حيث لا بد من القول تكرارا ان السياسة المتبعة لن توصل الى نتيجة تذكر، كما درجت العادة قبل ان تتطور الامور باتجاه المزيد من السلبية المتعارف عليها؟!

واذا سلمنا جدلا بأن عون سيستمر في ترشيح نفسه وهكذا بالنسبة الى فرنجية، فمن الواجب القول ان لا مجال امام انتخاب رئيس من بين الاثنين، اضف الى ذلك ان من  سمى عون وفرنجية مستمر  في موقفه على امل ان تحصل مفاجأة من العيار الثقيل  الذي قد يتيح انسحاب احدهما للاخر، او سحب الترشيحين معا، كي لا تتطور الامور باتجاه المزيد من السلبية حيث لن يكون  رئيس ولن يكون مجال  لان تتغير المعادلات ذات العلاقة من جانب اي طرف كان (…)

وفي عودة الى من يتبنى ترشح عون وفرنجية فان هؤلاء يصرون على الاستمرار في مواقفهم، ليس لانهم ينتظرون  اعجوبة بقدر ما يتوقعون حلولا مغايرة تحمل مرشحا ثالثا الى قصر بعبدا بعكس كل من يتصور انسحاب عون او فرنجية فضلا عن ان المرشح الثالث قد لا يظـهر في الافق قبل ان تتطور الامور باتجاه معرفة العماد عون والنائب فرنجية، ان لا مجال امام احدهما لان يكون رئيسا للجمهورية، والامر عينه ينطبق على مرشح ثالث تقول اوساط رئيس مجلس النواب نبيه بري انه جاهز لخوض المعركة الرئاسية في حال تغيرت  الظروف؟!

ومن الان الى حين معرفة المناخ الذي تسير فيه معركة رئاسة الجمهورية ثمة من يجزم بأن لا رئاسة ولا رئيس حتى اشعار اخر، والمقصود  بذلك ان الفراغ الرئاسي سيستمر مهما تعاقبت الايام ومهما بلغ عدد جلسات الانتخاب التي تخطت الاربعين، فضلا عن ان اوساطا سياسية مطلعة تقول ان لا مجال للبحث عن رئيس في المستقبل المنظور، وعلى اللبنانيين ان يعتادوا على عدم وجود رئيس من غير  حاجة الى التوقف عند اي اعتبار سياسي داخلي او خارجي؟

لذا، فان الاستمرار في هذه الدوامة قد يكون افضل من التشكيك بمن هم مع هذا المرشح او ذاك، لمجرد ان من يقال عنه انه مع هذا المرشح وليس مع ذاك تؤكد مصادره ذلك من غير حاجة الى كلام وتصرفات مغايرة؟!