IMLebanon

جبران باسيل، الوزير «السوبرمان»

 

أمضيت أربعين سنة نائباً وتوليت خلالها مهمات وزارية لأربع وزارات بالتوالي هي وزارة الصناعة والنفط ثم وزارة الموارد المائية والكهربائية ثم في آن معاً ثلاث وزارات، وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي ووزارة الشباب والرياضة ووزارة الثقافة.

لم أشعر خلال تلك المدة أن في الحكومة نوعين من الوزراء، وزير عادي ووزير «سوبر» يتجاوز صلاحياته ويتدخل في شؤون وزارات أخرى.

في أيامنا هذه يلاحظ الجميع، أن هناك وزيراً ينصِّب نفسه كرئيس للوزراء، يجتمع مع الرئيس القانوني ويتداول معه بمختلف الشؤون السياسية وأوضاع البلد ويشارك غيره من الوزراء في صلاحياتهم ويتدخل في مختلف الشؤون اليومية.

هذه الملاحظة ليست الوحيدة التي شكا منها الناس وخصوصاً من يتعاطى الشأن العام. فلم يسبق لهم أن وجدوا في الحكومات السابقة من يصح تسميته بالسوبر وزير. لبنان، معروف أنه دولة تضم مواطنين من مختلف الطوائف والمذاهب يقال ان عددها قد يتجاوز الثمانية عشر. منذ ما قبل الاستقلال عام 1943 وخصوصاً في ما بعده لا أذكر أن أحداً من رجال السياسة ولا سيما من كانوا في الحكم وتسلموا مسؤوليات ومقدرات البلاد، أن ذكر أحدهم طائفته أو مذهبه وتباهى بها، بل كانوا يتصرفون بمسؤولية وأخوة في ما بينهم.

نصيحتي للوزير باسيل وأقولها له بكل مودة، أن يتصرف بالأخلاقية الدبلوماسية التي يمليها عليه مركزه كوزير للخارجية اللبنانية. لقد أحسن من تولى شؤونها من قبل وتصرف كأنه ممثّل للدولة بطوائفها. ومذاهبها كافة، أكان تجاه الداخل أو الخارج على السواء. واعتقد أن معظم النّاس إن لم يكن جلُّهم يشاركونني هذه النصيحة ويأملون منه تغيير نهجه في العمل السياسي الوطني ويلتزم جانب التواضع فهذا أنفع له وأفضل.

*نائب ووزير سابق