IMLebanon

أحلاهما مُرّ!!

 

بات من الثابت ان عملية تأليف الحكومة لا تزال عالقة في عنق الزجاجة، وإن كانت المعلومات التي ترشح من زوّار رئيس الجمهورية والرئيس المكلف تشي بأن الأسبوع الجاري سيكون مفصلياً بالنسبة إلى الولادة الموعودة للحكومة الجديدة التي ما زالت، حسب المعطيات المتوافرة، تعترضها في كل يوم عقبة تطرح أكثر من علامة استفهام حول مآل الوضع العام في البلاد على وقع احتدام المواجهة بين إيران والولايات المتحدة الأميركية بعد اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني ورفيقه أبو مهدي المهندس أواخر الأسبوع الماضي.

 

وينقل زوّار بعبدا، في ضوء الاجتماع الذي عُقد بعد ظهر أمس بين الرئيس  ميشال عون والرئيس المكلف حسان دياب، ان عملية التأليف ما زالت تدور في حلقة مفرغة، سببها إصرار رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل على الاستئثار بتشكيل الحكومة، ضارباً بعرض الحائط كل الاعتبارات الأخرى، لا سيما تلك المتعلقة بالصلاحيات التي تعطي الرئيس المكلف حصرية التشكيل بالتوافق مع رئيس الجمهورية.

 

فالوزير المستقيل ما زال يتمسك ليس فقط بالثلث المعطل داخل الحكومة المزمع تشكيلها، بل يذهب إلى أبعد من ذلك، لجهة التدخل في أسماء كل الوزراء الذين يختارهم الرئيس المكلف وفي توزيع الحقائب الوزارية، كما هو الحال بالنسبة إلى حقيبتي الخارجية والطاقة، وحتى بالنسبة إلى حقائب أخرى محسوبة في العادة والعرف من حصة رئيس الحكومة كالداخلية والاتصالات وغيرهما، وعملية الاستئثار هذه شكلت ارباكاً للرئيس المكلف وجعلته يفكر جدياً بواحدة من خطوتين، إما الاعتكاف وترك البلاد من دون حكومة لتعاد تجربة الانتخابات الرئاسية، أو الاعتذار وإعادة خلط الأوراق، والأمر الثاني بات هو المرجح، إلا ان هناك من نصحه بدل الذهاب في هذين الاتجاهين بممارسة الصلاحيات التي منحه إياها الدستور، والمبادرة إلى تشكيل حكومته بالمواصفات والمعايير التي ترضي الشارع المنتفض على الطبقة السياسية والذهاب بها إلى المجلس النيابي مباشرة في حال لم يقبل بها رئيس الجمهورية الذي اعطاه الدستور حق إبداء الرأي في الحكومة العتيدة، وبذلك يكون الرئيس المكلف قد وفى بتعهداته للانتفاضة الشعبية من جهة، وحمل معرقلي التأليف مسؤولية التعثر في قيام حكومة جديدة، تُلبّي مطالب الداخل والخارج وتضع البلاد مجدداً على سكة الخروج من الأزمة وتفادي الانهيار الوشيك، خصوصاً وان التطورات الدراماتيكية التي يعيشها الاقليم بعد عملية اغتيال سليماني ورفاقه لم تعد تسمح بهذا الترف السياسي في التعاطي مع عملية تشكيل حكومة جديدة تلتف حولها كل المكونات السياسية في البلاد، بما يُشكّل ضمانة لتثبيت الاستقرار في البلاد وعدم تأثير هذه التطورات على الوضع الأمني في ظل غياب حكومة اصيلة.

 

رب قائل بأن التطورات الدراماتيكية التي يعيشها الإقليم تجاوزت موضوع تأليف الحكومة إلى ضرورة العمل السريع لتأمين وضع سياسي مستقر يجنب لبنان مخاطر الانزلاق في المحاور واستخدامه كساحة لأي ردّ على اغتيال قائد فيلق القدس، وفق ما صرّح به الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله في رسالته التي وجهها غداة اغتيال سليماني ورفاقه إلى الولايات المتحدة الأميركية وكل الدول التي تدور في فلكها وتلتزم بسياساتها الدولية.