IMLebanon

سلطة البصّارين والإستنجاد بالجن والعفاريت

 

 

غريب أمر هذه السلطة، في عنادها، وتيهها، واستسلامها لأجندة من أتى بها، وهدرها الوقت وآخر فرص النجاة.

 

إذا قالوا لها إذهبي يميناً تذهب يساراً، وإذا قالوا لها هذا هو الدواء الشافي الذي من المفترض انك تبحثين عنه، تذهب الى البصّارين والعرّافات آملة بنجدة من الجنّ والعفاريت.

 

ما الذي لا تفهمه هذه السلطة؟

ألا تسمع حناجر الناس المبحوحة؟

 

ألا ترى الشعب ينسحق نفسياً وصحياً ومالياً، منه من ينتحر، ومن يكفر، ومن يبكي لعجزه عن إطعام أطفاله….؟

ألا تَتّعِظ من نصائح صندوق النقد الدولي والبنك الدولي والامم المتحدة وسفراء أوروبا والعالم العربي، وتحذيراتهم المخيفة؟

 

ماذا تنتظر هذه السلطة لتبادر أو تغادر؟ هل تنتظر موت الشعب جوعاً وخضوعاً، أم انفجاره ألماً وغضباً ودماً؟

 

لن يُفيد السلطة دعم السلع، ولا هدر ما بقي من فتات العملة الصعبة لشراء الوقت. ولن يفيدها ويُفيد لبنان الرهان على سلوك طريق الحرير وهي مزروعة بألغام الفقر والعقوبات القاسية. ولن يفيدها ويفيد اللبنانيين حمل المعول والمنكوش وزرع البطاطا والبصل والبندورة لمغالبة الفقر والجوع.

 

ولن تصل السلطة الى نتيجة في الرهان على دولٍ شقيقة وصديقة، لأن لا أحد في العالم مستعد لإعطائها مساعدات مالية أو حتى عينية، وهو يعرف سلفاً أنها ستنتهي في جيوب الفاسدين، كما أن لا أحد من الدول الصديقة والشقيقة يريد أن يتحدّى الأميركيين في دعم هذه السلطة، وهو أصلاً غير راضٍ عن هويتها وأجندتها والتزاماتها وموازين القوى المعطوبة بفائض القوة.

 

كلمة واحدة، قالها المجتمع الدولي وكل الدول الصديقة والشقيقة، وما زالا يردّدانها ويشدّدان على تنفيذها منذ سنوات وسنوات: الاصلاح.

 

الاصلاح هو بداية طريق لبنان الى الانقاذ، الى العودة الى الحياة. الاصلاح هو البوصلة المفقودة.

لكنّ الاصلاح كلمة يكرهها الحاكمون في كل زمان ومكان، أكثر مما يكرهون الحريات وحقوق الناس.

 

والهروب من الاصلاح كهروب المجرم من العدالة، لا يمكن ان يستمرّ الى الأبد.

 

ولكن من الآن وحتى يضطر الحاكمون، المحصّنون بكورونا الطائفية والمذهبية وروبوتات «بالروح بالدم»، الى مَدّ البلد بأوكسيجين الاصلاح، هناك جرائم ترتكب في حق البلد وأهله، ولن ينفع عناد ولا ندم.