IMLebanon

«إنماء» الثقة

الطريق التي تأخذ الى إنماء الطريق الجديدة، أو الى إنماء طرابلس، أو إلى إنماء أي وجهة على الأرض اللبنانية، هي نفسها الطريق التي تأخذ الى أحلام الرئيس الشهيد رفيق الحريري في أن يعمر البلد ويزدهر، وتأخذ الى إرادة رئيس الحكومة سعد الحريري في تنفيذ ما تبقى من أحلام ومشاريع معلقة، ذلك أن التنمية إيمان بقضية فيها الانسان أولوية، والحجر أساس، والمكان إنتماء.

والتنمية، ذاكرة بلد تحدى بالارادة مشقّات وضع حجر الاساس لإعادة إعماره بعد الحرب الأهلية، وما تبعها من ورش ترميم وهندسة ومفارقات الـ «قبل» والـ «بعد». والتنمية أيضاً، حلم يكبر برغم المعوقات ومحاولات وضع العصي في الدواليب، مترجماً في أرض جلول أول من أمس واحدة من المخططات في أن ترجع بيروت «درة الشرق»،وفيها إلى السياحة والاقتصاد والنهضة العمرانية ونبض الشارع، مجمّع هندسي متطور لبيع الخضار والفاكهة من شأنه أن يعيد للمدينة في غضون السنتين تراثاً بيروتياً عريقاً، ملبياً حاجات الذين يقصدون الطريق الجديدة يومياً للتسوق ولشراء الخضار والفاكهة واللوازم الحياتية، على أن يتبع المجمع مشروعات أخرى بينها السعي الى حل معضلة مواقف السيارات والاهتمام بالأسواق والكورنيش والمدارس والحدائق..

والتنمية استعادة ثقة، وهو العنوان الذي اختارته الحكومة مسجلة حراكاً قياسياً يحاكي الواقع بالأرقام والأفعال بعيداً من محاكاة الغرائز. والأخيرة أثبتت عدم جدواها في بلد لا يقوم الا على لغة العقل والحكمة بعيداً من المنطق المذهبي والطائفي والغرائزي. فكان أن ترجمت الثقة بنبض الناس الذين ضاقت بهم الشوارع من طرابلس الى بيروت، يحتفون بالرئيس الحريري مرددين: «الله، حريري، طريق الجديدة»،وقد صوّبه الرئيس الحريري بمخاطبتهم: «بيروت، بيروت، بيروت» و«طرابلس،طرابلس،طرابلس»، وفي قصده أولوية إيلاء المناطق أهمية بعدما طال الغبن أكثرها في ظل الفراغ الذي استشرى في البلد ومؤسساته على مدى السنوات الاخيرة، ولاسيما أنها في صلب مشروع الرئيس الشهيد الذي آمن بقيام دولة المؤسسات والمشاريع الحيوية لتكون الدولة في خدمة الناس، وهو الهدف الذي أولته حكومة استعادة الثقة أهمية منطلقة من الفكرة الأم: «التعالي على الجراح وعلى الفتنة المذهبية بالمزيد من تعزيز الثقة بالدولة وحفظ الكيان والمؤسسات وحماية الشعب».

وفي الحراك المتواصل لحكومة العهد، عودة الى القضية الأم، في أن يعود البلد أفضل مما كان عليه، وليس من طريق الى تحصينه إلا بالتنمية وبتدارك تبعات البطالة والكساد الضارب في الشركات وبتحريك الأسواق، وبالنزول الى الشارع لـ «عيش» البلد بدلاً من الاعتصام والتظاهر واستهداف الأملاك العامة، وهو الإجراء الذي يعتمده الرئيس الحريري من خلال المحاكاة المباشرة للمواطن وهمومه وقضاياه، هو الذي دعا المواطنين الى طرق أبواب السراي من دون الحاجة الى «وسيط»، قائلاً: «تفضلوا وقدموا بحق أي مقصر شكوى.لقد آن الأوان أن تؤمن الخدمة الى الناس بدون واسطة. هذا ما نقوم به، وهذا كان حلم رفيق الحريري وحلمي لأنه واجبنا وليس منّة من أحد».