IMLebanon

عادات وفزّاعات

 

 

جرت العادة أن تقفل المصارف أبوابها بوجه أحبائها العملاء في آخر أيام السنة كي تحسب ما لها وما عليها، وهذه السنة كان الإقفال بمثابة هدنة بين جولتين وتعميمين وفرصة تأمل وصلاة على أرواح الحسابات الجامدة والجارية.

 

كما جرت العادة، أن يعايد المصرف أحبته المودعين، بهدايا متنوعة، أرقاها حقائب جلدية وتتدرّج إلى تماثيل برونزية صغيرة أو منافض من زجاج لذوي الحسابات المحترمة، وتنحدر الهدايا إلى أجندات متواضعة وأقلام سخيفة وحبة شوكولا «ضيافة» يتناولها الواقفون على الكونتوار راضين بقسمتهم من الحياة.

 

وجرت العادة في آخر السنة أن يعايد المدراء موظفيهم بنصف راتب على الأقل أو بقنينة نبيذ أو بهدايا لأولاد المتزوجين، هذه السنة نُمي إلي أن رئيس مجلس إدارة إستغنى مضطراً عن كبار موظفيه وأكثرهم إنتاجية. وقبل العطلة استدعى مديرة مكتبه. قدّم إليها قنينة عطر باريسي فاخر، ثم ألقى برأسه على صدرها وكرجت دموعه في وادي ما بين النهدين يأساً من الوضع العام. سنة قاسية كانت.

 

ومن عاداتنا الممتعة أن نسهر ليلة رأس السنة متحلّقين حول فيلسوف اللحظة إله الرعد والبرق والإشعاع الكهرومغناطيسي ميشال حايك، مصغين إلى رؤاه أو نقعد مشدوهين أمام سيدة التوقعات والتأريخ الشفوي السيدة ليلى عبد اللطيف تحدد مسارات لبنان وليبيا وسورية ومصر والإقتصاد والبيئة وكورونا، وتخبر ذوي فقيد الـ 2022 أن يستعدوا لدفنه بين حزيران وتموز.

 

فقيد العام، بالنسبة لليلى عبد اللطيف، يوازي بالأهمية رجل العام بالنسبة إلى صحيفة التايم. السيدة عبد اللطيف تعرف أكثر من نجيب ميقاتي متى ستجتمع حكومته، وسيتلقى أطباء منظمة الصحة العالمية، الأجوبة الشافية حول «أوميكورون» وخطورته. وسيقولون بالألمانية: يا لطيف تلطف!

 

نحن شعب الفينيق. أوّل مرة أسمع بطائر الفينيق في واحدة من سهرات رأس السنة وكنا لتوّنا، كشعب، طالعين من تحت الردمِ والمذيعة طالعة من فستانها الأسطوري. أسطوريون نحن. أجنحتنا زرقاء، نفوسنا خضراء. وجوهنا صفراء.

 

لكل بلد عاداته واحتفالاته وطقوسه. ففي الإكوادور مثلا يقوم الناس ليلة رأس السنة ببناء تماثيل تشبه الفزاعة تسمى «أنو فيجو»، وتكون هذه الفزاعات في بعض الأحيان تشبه السياسيين في البلاد أو الفنانين أو الشخصيات البارزة الأخرى.

 

ماذا لو تعرّف أشقاؤنا في الإكوادور على فزّاعاتنا؟