IMLebanon

«حماس» وثورة جياع

 

حراك «بدنا نعيش» الذي انطلق في قطاع غزة، بشعار «حرية – عيش – كرامة» جعل «حماس» التي تمارس سلطة الأمر الواقع في مواجهة ثورة جياع عارمة، فما تعرض له الفلسطينيون من ظلم «حماس» شمل المداهمات للمنازل والضرب الوحشي والاعتقال والإخفاء القسري، بل وحتى الإعدام خارج القانون.

فـ«حماس» التي تتخذ من سكان قطاع غزة دروعاً بشرية لمغامراتها الميليشياوية، تمارس اليوم تكميم الأفواه الجائعة من خلال البطش والاعتقال ضد الفلسطينيين في القطاع، واستخدام القوة المفرطة، خاصة بعد انطلاق الحراك الشعبي السلمي «بدنا نعيش»، الذي أصدر بياناً أكد فيه «أن حركة (حماس) تُخضع أهالي غزة بقوة السلاح، وتمارس كل أنواع الاضطهاد والتنكيل بحقهم وتحرمهم من أبسط حقوقهم المشروعة».

الحراك السلمي الغزاوي انطلق للمطالبة بتحسين الوضع الاقتصادي المتردي بسبب سياسات «حماس»، وسيطرتها على المال العام وإنفاقه على عناصر ميليشياتها دون أن يستفيد منه باقي الفلسطينيين، وفرضها ضرائب أثقلت كاهل الغزاويين مما تسبب في اندلاع المظاهرات السلمية، التي أصدرت بياناً وطالبت فيه بتفويض جامعة الدول العربية بحماية الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، من بطش ميليشيات «حماس» وقمعها، فبلطجة عناصر «حماس» ضد الغزاويين العزل من السلاح، يؤكد السياسة الميليشياوية التي تتبعها «حماس» والتي شربت وتشرب لبنها من التنظيم الدولي للجماعة الضالة، جماعة إخوان البنا وقطب، إذ تتخذها منهجاً وعقيدة لها، وتتبع تعليماتها وتنصاع لأوامر مرشدها، كطاعة الميت للمغسل، وهي أدبيات الطاعة العمياء دخل تركيبة التنظيم الإرهابي.

فجرائم «حماس» التي يشاركها فيها التنظيم الدولي لجماعة الإخوان بحكم التبعية والطاعة والبيعة، بل وحتى المجاهرة بالاعتزاز والفخر بالارتباط بتنظيم «الإخوان»، ولعل هذا كان واضحاً في كلام فوزي برهوم، القيادي في الحركة: «إلى كل الذين يعيبون علينا انتماءنا لـ(الإخوان) المسلمين والمطالبين بفك ارتباطنا بهم والتنصل منهم نقول: أريحوا أنفسكم، فإننا نعتز ونفتخر ونتشرف بانتمائنا إليهم».

جرائم «حماس» سبق أن أدانتها منظمات دولية ومنها «العفو الدولية» التي جاء في بيانها: «(حماس) ارتكبت جرائم (تقشعر منها الأبدان) ضد فلسطينيين في غزة»، وأكدت المنظمة الدولية وجود حالات إعدام خارج القانون، مما يؤكد وجود سياسة القمع والبطش، وحتى القتل خارج القانون، كما أدان نيكولاي ملادينوف، المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، حملة الاعتقالات والقمع الحمساوي، وقال إنه يشعر بالقلق بشكل خاص من «الضرب الوحشي».

القمع الوحشي الذي تمارسه ميليشيات «حماس» لا يمكن أن يكون بمعزل عن سياسات التنظيم الإرهابي الدولي لجماعة الإخوان، التي ترتبط بها «حماس» ليس عقدياً فقط، بل بالطاعة أيضاً، مما يجعل ما تفعله «حماس» هو بمباركة مطلقة من المرشد ومكتب الإرشاد للجماعة نفسها.

شماعة المقاومة وحرق نصف إسرائيل ورمي ما تبقى منها في البحر، لم تعد تنطلي على أحد، فمفرقعات «حماس» التي تطلقها والتي لا تحدث حتى أثراً في صحراء إسرائيل، تعطي مبرراً لترسانة القمع الصهيوني الإسرائيلي لصب جام غضبه على الأبرياء الغزاويين، الذين تتخذ منهم «حماس» دروعاً بشرية لها ولمغامرات قادتها، ومنهم من ينام في فنادق الدوحة وتركيا.

كانت «حماس» وقادتها ومشروعها الإخواني دائمة إشعال الحروب والمعارك، دون أن تخوضها، كالشجعان، بل تختبئ خلف المدنيين، ثم تعلن أن غزة تحترق وتستغيث، ويتناسى أمراء ميليشيات «حماس»، أنهم من أشعل الحرب.

«حماس» اليوم في مواجهة الشعب الفلسطيني، وليس في مواجهة إسرائيل، فقد مارست الظلم بشتى أنواعه مع من تزعم أنها تنتمي إليهم وتربطها بهم صلة الرحم والقربى، فنكلت بهم وبطشت مثل بطش المحتل الإسرائيلي، مما يؤكد أنها لا تنتمي إلى الشعب الفلسطيني بقدر ما تنتمي لمصالح التنظيم الإرهابي لـ«الإخوان».