IMLebanon

الحريري في انتظار مبادرة من حزب الله ومتمسّك بـ3 «لاءات»

 

بمراجعة الاشهر الاولى لتأليف الحكومة يتبين ان الرئيس المكلف سعد الحريري كان اكثر تفاؤلا وحركة وانتاجية وهو «يهرول» باحثا عن حلول للازمة الحكومية، هذا النشاط توقف او خفت تدريجيا قبل فترة وتحديدا في فترة عيد الاستقلال عندما اصطدمت العقدة السنية بمسلسل شروط ووصلت «قلة حركة» الحريري السياسية الى درجة الجمود تقريبا ولا تزال تعزو اوساط في تيار المستقبل موقف بيت الوسط الى ان الحريري اعطى ما عنده حكوميا وقدم تنازلات كثيرة ولم يعد لديه ما يقدمه في هذا السياق.

 

الحريري في انتظار مبادرات من الآخرين تحديدا من حزب الله، ووفق المستقبل، فان الرئيس المكلف لن يقدم على الاعتذار عن التأليف بل يتمسك بالبقاء في الحكومة لانه يعول على الحكومة لتطبيق مقررات مؤتمر سيدر وبنود الاتفاق والتسوية مع العهد ومع كل الاطراف وإن اهتزت العلاقة مع بعض الافرقاء على خلفية الموضوع الحكومي.

 

ثلاث «لاءات» يتمسك بها المستقبل لطروحات وردت في مفاوضات تشكيل الحكومة هي بنظر المستقبل تشكل انتحارا سياسيا او مأزقا لرئيس الحكومة، «لا» للصيغة التي طرحت مرة جديدة من ضمن المبادرات لتوسيع الحكومة لتصبح 32 وزيرا وكان الحريري واضحا بتأكيده ان البلاد لا تحتاج الى وزراء دولة بل الى وزراء يعملون ضمن حقائب.فتوسعة الحكومة يكرس بقناعة المستقبل اعرافا جديدة في التأليف ويكسر التوازنات السياسية والطائفية في البلاد. والحريري ابلغ المعنيين رفضه تشكيل حكومة تتجاوز الثلاثين وزيرا.

 

اضافة مقعدين بالنسبة الى المستقبل يشبه عملية توزيع «جوائز ترضية» على كل الاطراف، فاضافة مقعدين في مجلس الوزراء للعلويين والاقليات مرفوض من قبل المستقبل فالمقعد العلوي يحتسب للنظام السوري وحيث سيكون وزير الاقليات المسيحي من حصة فريق 8 آذار، فحينها لا يوجد حصة للمستقبل في عملية التوزيع بهذا الشكل.

 

»لا» ثانية يرفعها المستقبل في وجه حصول الثنائي الشيعي على التوقيع الثالث في مجلس الوزراء وقد ثبت ان خلاف حزب الله والتيار كان حول الثلث الضامن في الحكومة، و«لا» لحصول الثنائي على سبعة وزراء.

 

وفق اوساط المستقبل فان قبول الحريري بأحد هذه اللاءات يعتبر انتحارا سياسيا له وعلى هذا الاساس يتم التعامل مع الازمة المطروحة التي لها ايضا شق خارجي.

 

رغم الازمة لا يشعر من هم في تيار المستقبل ان هناك ضغوطا لتطيير الحريري بل لدفعه فقط لتقديم التنازلات ليس اكثر وان الازمة راهنا تخطت الحريري وتوسعت لتشمل علاقة بعبدا وحزب الله والتيار الوطني الحر.

 

تبلغ فريق 8 آذار ان الحريري لن يعتذر عن التكليف وسيبقى على موقفه مهما كان حجم الضغوط متسلحا بقاعدته الشعبية، وثبت انه مدعوم ومعوم خارجيا وثمة اجماع داخلي وخارجي لا مثيل له لبقائه رئيسا للحكومة، فيما ترفض الرئاسة الاولى ايضا اضعاف الحريري وكان رئيس الجمهورية ابلغ المعنيين في مفاوضات العقدة السنية انه يرفض اخضاع الحريري يريده قويا في رئاسة الحكومة.

 

ان اعتذار الحريري فيما لو حصل سيوقع البلاد بازمة تكليف لن يكون فريق 8 آذار بمنأى عنها، فالحريري هو من اكثر الشخصيات السنية اعتدالا وقدرة على التعامل معها كما ثبت في فترة السنتين من عهد الرئاسة الاولى التي لم تشهد فيها علاقة بعبدا والسراي تشنجات قاسية فيما كانت علاقة حزب الله والحريري رغم الخصومة السياسية في حالة ربط نزاع وتمكنت من تجاوز مطبات وخضات كبرى، فثنائية «عون – الحريري» اثبتت نجاحها بين الرئاستين فيما لم يعمد الحريري في الحكومة السابقة الى التصعيد ضد حزب الله بل تعاطى معه امام المجتمع الدولي بانه «أمر واقع» وان الحزب جزء من المكون اللبناني يرفض المواجهة معه… هذه الاسباب عندما تدق الساعة الاقليمية سوف تدفع بالجميع الى التعاون والدفع باتجاه انجاز الحكومة ولاعادة صياغة مواقفها التصاعدية ضد بعضها.