“لا نحكم شعباً إلا بأن نريه المستقبل، القائد هو تاجر الأمل”، قالها نابليون بونابرت وتنطبق على سياسة الرئيس سعد الحريري المواجهة للتحديات والجنون السياسي والاقتصادي في لبنان، واليأس الذي يجتاح اللبنانيين.
ومقابل محاولات صناعة الأمل التي يتقنها الحريري هناك من يثبتون كل يوم أن لا همّ لهم سوى إرضاء الأجندات الخارجية حتى لو كلفهم ذلك انهيار لبنان. وبات واضحاً أن زيارة رئيس الحكومة إلى أميركا كانت بمثابة سكب المياه الباردة على رؤوس الغيارى، وتُرجم ردّ الفعل في تصريحات ممنهجة من الغرف الإيرانية والسورية لإحباط مفاعيل الزيارة قبل أن يضع الحريري قدمه على أرض مطار الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
في الوقت نفسه، هناك من رأى في مواقف الحريري من أميركا توازناً دقيقاً وغير مسبوق في التعاطي مع الملفات الحساسة، خصوصاً في ما يتعلق بالعقوبات على “حزب الله”، ويؤكد مطّلع قريب أن زيارة الحريري هدفها واضح ومكشوف ولا غياهب فيها ويمكن تلخيصها بالآتي:
– أراد الحريري من الزيارة تحصين موقع الدولة تجاه التحديات الاقتصادية والصراعات الخارجية الاقليمية والدولية.
– عمل على “فك اشتباك” بين العقوبات الأميركية على “حزب الله” وبين مصلحة الدولة واللبنانيين.
– أكد التزامات لبنان تجاه بعض القضايا المتعلقة بترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل.
– أمّن مواصلة الدعم الاميركي للجيش وللمسار الاقتصادي، خصوصاً مشروع “سيدر”.
– أطلق موقفاً واضحاً ووطنياً بأن لبنان لا يمكن ان يكون بوليس حدود لإسرائيل وأن المجتمع الدولي غير متوازن بشأن الخروق للقرار ١٧٠١. لكن موقفه هذا لا يعني أبداً أنه يمكن أن يغطي خروقات “حزب الله” للأمن الإقليمي ولأمن عدد من البلدان العربية تحديداً.
– الثابتة بالغة الأهمية، أن الرئيس الحريري لا يتحرك ليكون خط دفاع عن “حزب الله” والسياسات الايرانية في المنطقة. بل هو خط دفاع عن أمن لبنان وسلامته وعن مصالح اللبنانيين وعلاقات لبنان بأشقائه العرب، وليس مجبراً على أن يؤدي دور المُدافع عن الحزب أو غيره. وكلامه كان واضحاً وصريحاً في هذا المجال: الحكومة لا يمكنها أن تغيّر الموقف الأميركي من “حزب الله”، لكن مسؤوليتها أن تمنع الانعكاس السلبي للعقوبات على البلد.