IMLebanon

الحريري ينتصر بأصوات محبيه ويفضح «خيانة» الحلفاء و«غدر» الخصوم

 

حقق الرئيس سعد الحريري فوزا سياسيا ساحقا على حلفائه وخصومه في آن معا، اذ استطاع بمفرده أن يربح المجلس البلدي في بيروت «زي ما هوي» وأن يفضح من طعنوه في الظهر.

ولكن قبل الخوض بقراءة الأرقام سياسيا، لا بد من التوقف عند بداية تشكيل لائحة «البيارتة» الفائزة برئاسة المهندس جمال عيتاني، اذ أصر زعيم «المستقبل» على تمثيل غالبية مكونات العاصمة، بعيدا من مَن استباحها وأمر باستباحتها في السابع من أيار عام 2008 أي «حزب الله»، كما قبل الحريري على مضض ونتيجة الحاح ووساطة «القوات اللبنانية» والوزير ميشال فرعون بتمثيل التيار العوني وذلك بعد أن قرر عدم المساهمة بكسر «المصالحة المسيحية»، الا أن السؤال كيف قوبل جميل الحريري؟

الواقع أن رئيس تيار «المستقبل» قد تعرض للغدر بل للخيانة من قبل أكثر من طرف بحسب المتابعين لعملية فرز الصناديق التي كانت موجودة في مختلف المراكز، اذ لفتت المصادر الى أن غالبية مناصري «القوات» والعونيين و«أمل» و«الاشتراكي» فضلا عن «حزب الله» و»الأحباش» قد أقدموا اما على التشطيب واستبدال أسماء بأخرى من «بيروت مدينتي» أو على الاقتراع بشكل كامل للائحة المنافسة، فيما قام البعض بتشكيل لائحة ذات صفاء مسيحي أي من أربعة وعشرين مرشحا مسيحيا وهو أمر أثار الاستغراب، ولعله ما دفع بالرئيس الحريري الى القول بأن وصية المناصفة كادت أن تتلف لولا أهالي بيروت الشرفاء الذين حفظوا ارث الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

كما لا يمكن اغفال أن بعض المستقلين ولو بأعداد قليلة نسبيا قد مزج بين لائحتي «البيارتة» و«بيروت» المدعومة من جمعية «الواقع»، وذلك تأييدا لمرشحي «المستقبل» وحلفائه المفترضين أي «القوات» و«الكتائب» وغيرهما من المسيحيين ورفضا لانتخاب ممثلين عن عون و«الطاشناق» و«أمل».

وهذا الأمر تظهره بوضوح النتائج، اذ تصدرت مرشحة الحريري يسرى صيداني الفائزين بحصولها على 47361 صوتا متقدمة على الخاسر الأول من «بيروت مدينتي» وهو ابراهيم منيمنة بفارق 15513 صوتا.

ومن هنا يتبين أن الرئيس الحريري قد أكد المؤكد بأنه الزعيم الوطني الذي حافظ على المناصفة، وهو ما كان شدد عليها خلال جولاته من حي بيروتي الى آخر حين استُقبل استقبال الزعماء الكبار.

كما تأكد مرة جديدة لجميع المشككين والمراهنين على خسارته لصالحهم، بأنه الزعيم السني من دون منازع، وهذا بأمر من صناديق الاقتراع، على الرغم من أن ظروفا صعبة مر بها الحريري خلال الفترة الماضية، فهو قد غاب قسرا عن جمهوره ومحبيه لفترة طويلة، وفي غيابه مورست تصرفات سلبية من قبل محسوبين عليه بحق مناصريه، كما أن الوضع السياسي والمالي لم يكن شبيها بما كان عليه الامر عام 2010.

.. في ذلك العام كانت نسبة الاقتراع 18 في المئة أما في الـ2016 فقد زادت الى أكثر من عشرين في المئة وحصد الحريري مجددا على غالبية ساحقة من أصوات السنة ربما فاقت تلك التي حصدها سابقا، على الرغم من كل الظروف التي ذكرناها، ما يؤكد أن الناس وفية ولا تشرى وتباع كما كانت تتهم من قبل الخصوم.

ويبقى السؤال؟ هل ستتم المحاسبة والتعلم من الأخطاء واعادة الحسابات في التحالفات؟ الأيام القليلة المقبلة تنبىء بالاجابة خصوصا وأن الانتخابات لاتزال في بداياتها.