IMLebanon

زعامة الحريري تطغى على كل الزعامات وجمهوره ينتظر منه الكثير..

قبل الانتخابات البلدية والاختيارية، اتهم كثيرون الرئيس سعد الحريري بأنه لا يريد اجراء الانتخابات خوفا على زعامته على اعتبار أن حجم التأييد له سوف يصغر لأسباب موضوعية تكمن أولا بوجوده (سابقا) لفترة طويلة خارج البلاد وتتمثل بالأزمة المالية التي يعانيها تيار «المستقبل» فضلا عن الاخفاقات السياسية التي ارتكبها بعض المحسوبين عليه.

واليوم وبعد مرور ثلاث جولات من الانتخابات، أثبتت النتائج والأرقام أن الرئيس الحريري هو الفائز الأول على جميع الزعماء، بمعنى انه الوحيد الذي لم تخترق اللوائح التي دعمها في مختلف المناطق بل فازت بفارق آلاف الأصوات، في حين أن جميع الاحزاب الأخرى بما فيها «حزب الله» و«التيار الوطني الحر» قد اخترقت لوائحهم من قبل المنافسين، وتمكنت لوائح هذه الأحزاب من تحقيق فوز خجول في المدن والبلدات الرئيسة بقاعا وجنوبا وجبلا.

وبلغة الأرقام، فاننا اذا بدأنا من بيروت يظهر تقدم الحريري الكبير على الرغم من طعن الحلفاء في الظهر وتوجيه بعض محبي رئيس تيار المستقبل رسائل اليه من خلال تأييد اللائحة المنافسة للائحته.

وفي البقاع كان الصراع عائليا في معظم المناطق المحسوبة على الحريري الذي كان حياده ايجابيا ومعظم المنتصرين هم من جمهوره.

أما في اقليم الخروب، فقد لقن أهالي الاقليم كل من كان ينتقد الحريري درسا من خلال اعطاء أصواتهم بكثافة للوائح العائلية وغير الحزبية الى درجة أن النائب وليد جنبلاط قد خسر القرى التي كان يفوز فيها تاريخيا.

وفي صيدا، جدد أهالي المدينة الثقة بابن مدينتهم وبفارق آلاف الأصوات وهو لم يحتاج الى دعوة الصيداويين المسافرين للمجيء الى لبنان والاقتراع في عاصمة الجنوب لثقته الكبيرة بالفوز.

أما في العرقوب فقد كان انتصار الحريري مدويا، اذ نجحت اللائحة المقرب أعضاؤها منه في بلدة شبعا كبرى البلدات السنية في الجنوب، وقد اخترقت اللائحة بمرشحين من اللائحة الأخرى وهما في فلك تيار المستقبل علما أن أحد أكبر الخاسرين في اللائحة المنافسة مقرّب من حركة «أمل».

وفي كفرشوبا تلقت سرايا «حزب الله» صفعة كبيرة عبر خسارة مرشحيها، اذ فازت لائحة قاسم القادري المدعومة من المستقبل بفارق حوالى الألف صوت بينما حصل الاول من لائحة «السرايا» على 691 صوتا فقط بينها تأييد عائلي وغير سياسي.

وفي الهبارية فازت اللائحة المدعومة من المستقبل بالكامل على حساب اللائحة المدعومة من الجماعة الاسلامية علما أن للجماعة ثقلا في البلدة.

وانطلاقا من هنا، تتوجه الانظار الى الشمال عموما وطرابلس خصوصا، وسط توقع أن ينسحب «التسونامي» الحريري على الفيحاء التي تشهد معركة أحجام مجبولة بالسعي الى الانماء وتخطي التعطيل السابق.

ويضع بعض المراقبين التحالف بين الحريري والرئيس نجيب ميقاتي وغيره من الشخصيات في المدينة في خانة لمّ الصف السني على الرغم من وجود كل من الوزير أشرف ريفي والنائب السابق مصباح الأحدب خارج التحالف بإرادتهما.

ومن طرابلس الى الضنية والمنية وعكار، فان الحريري سوف يسلك طريق التوافق بين العائلات ولن يتدخل فيها لأنه يعتبر تلك المنطقة كلها «زرقاء».

وانطلاقا مما تقدم، فان «الحريريين» الذين جددوا ثقتهم بزعيمهم ينتظرون منه الكثير، فبالنسبة اليهم لا عودة الى الوراء، وما حصل من تجديد التأييد له، بمثابة فرصة يجب أن تستثمر لصالح خيرهم وخير مناطقهم وأن يكون الأمر انطلاقة جديدة للحريرية السياسية لأن سيف المحاسبة سوف يكون بالمرصاد وهو ما يطالب به أصلا الرئيس الحريري نفسه.