IMLebanon

الحديث عن الرئيس التوافقي يخلط الأوراق

 

الوقت كفيل بتظهير مفاعيل الاتفاق السعودي الإيراني على الملف اللبناني

 

أن يتقدم الحديث في الملف الرئاسي على أية أحاديث أخرى وذلك في اعقاب الإتفاق السعودي الإيراني أمر أكثر من طبيعي، لكن المستفسرين عن انعكاس هذا الإتفاق على الواقع اللبناني لم يتمكنوا من إجراء تحديد دقيق للحدث وذهبوا إلى القول أن الإنتظار خيار لا بد منه.

ما خرج في الأيام القليلة الماضية من تضارب في المعلومات حول جزم وصول رئيس تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية إلى قصر بعبدا أو حتى منح قائد الجيش العماد جوزف عون بطاقة العبور إلى الرئاسة، عاد واصطدم بالحقيقة القائلة ان لا شيء نهائيا بعد.صحيح أن حراكا سجل بين المعنيين لكن الحسم المطلوب لم يحن اوانه بعد أو أنه متوقف على معطيات معينة لم تبرز بعد.

وعلى ما يبدو فإن عدم ظهور أسماء جديدة في السباق الرئاسي إلى العلن يعني أن قائد الجيش ورئيس تيار المردة لا يزالان يحتلان تراتبية الطروحات دون إغفال بقاء المعارضة على مرشحها النائب ميشال معوض، وبالتالي ليس هناك من مرحلة جديدة في هذا الملف في الوقت الراهن.

وبالنسبة إلى الثنائي الشيعي فإن التمسك بمرشح لا يطعن ظهر المقاومة على حاله، وفرنجية يجسد هذا الأمر، وما عزز ذلك الأمر هو معلومات رشحت بعد اتصالات أجراها رئيس مجلس النواب نبيه بري وتفضي إلى التأكيد أن دعم فرنحية قائم وما من تغيير في هذا التوجه مع يقينه التام أن هناك فيتو مسيحيا على فرنجية. لكن ما هو المرتقب بعد الإتفاق السعودي الإيراني؟.

ما يزال الإتفاق في بداياته.. هذا ما تقوله اوساط سياسية مطلعة لـ«اللواء»، وتشير إلى أنه لا يمكن الذهاب بعيداً في التأكيد أن الأزمة انتهت، ولبنان مقبل على انتخابات رئاسية وشيكة كما في الوقت نفسه لا يمكن لهذا الإتفاق إلا أن يؤثر بشكل أو بآخر على الواقع اللبناني في لحظة ما بعيدا عن أي كلام ينقل عن غياب وجود انعكاسات له على الساحة المحلية،معلنة أن ترتيب العلاقة بين البلدين تمر حكما بمراحل، في حين أن التفاصيل الأخرى أي ما يدور في فلك الملفات المرتبطة بالبلدين تحتاج إلى وقت وقد لا تشكل أولوية عاجلة.

وتقول هذه الأوساط أن لا انعكاسات سريعة للإتفاق ولا يزال التعويل على جهد داخلي تحت عنوان إمكانية التوافق على شخصية جامعة خارج سرب الممانعة وقوى المعارضة، لكن الإشكالية تكمن في الرفض المسبق لأي ترشيحات لا تنسجم مع تطلعات الفريقين المؤثرين في البلد،وهذا يعني أن لا استدارة مرتقبة من أي فريق ومسار الرئاسة مغلق بأحكام،مشيرة إلى أن ما من طرف سمع كلاما خارجيا جازما عن تبني هذا المرشح أو ذاك، لأن الأفضلية تبقى لحل شامل ضمن سلة من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة والحكومة وتجنب تكرار خطأ رئيس للبلاد غير متوافق مع رئيس السلطة التنفيذية.

وتعرب عن اعتقادها أن اللقاءات التي يفترض بها ان تعقد في الخارج وابرزها اللقاء السعودي الفرنسي في الأليزية تستعيد الرغبة المتكررة في إنجاز الانتخابات الرئاسية على أن طيف الإتفاق حاضر، وتؤكد أنه يأتي في سياق اجتماعات تعقد من أجل حض الداخل اللبناني على التفاهم في الملف الرئاسي ولا يمكن بالتالي القول انه سيأتي بالحل المنشود، لكن قد تكون له تتمة لاسيما إذا ما تم وضع الملف على السكة الصحيحة بعد عرض انعكاسات الشغور وتدهور الأوضاع وتفلتها وتداعياتها على المواطنين، مشيرة إلى أن العودة إلى كلام رئيس الحزب التقدمي التقدمي الإشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط بشأن الرئيس التوافقي لا تجد إلا تفسيرا واحدا : فليكن الخيار بين أسماء من هذا القبيل لتوفير الوقت وبعض النقاشات العقيمة، فهذا الطرح يعيد خلط الأوراق.

 

من غير الجائز أن يتصرف فريق الممانعة أن مرشحه قد يكسب الشوط بعد اتفاق الرياض – طهران

 

في المقابل تعتبر مصادر في المعارضة لـ«اللواء» ان قيام الاتفاق ليس بالضرورة أن يقود إلى التأكيد أن الرئيس المستقبلي هو من فريق الممانعة، وتفيد ان الاتصالات تأخذ مداها، لكن من غير الجائز القول أن هذا الفريق ضمن فوز مرشحه، مشيرة إلى ان المعارضة لم تتخلَّ عن مبدأ الرئيس السيادي حتى تنتقل للبحث في بدائل اخرى.

مما لا شك فيه أن مفاعيل الإتفاق بين المملكة العربية السعودية وإيران ستتظَّهر على الملف اللبناني عاجلا أم آجلا والى حين إتمام الامر فإن أخبارا ومعلومات كثيرة ستشق طريقها بكل تأكيد.