IMLebanon

أهل السلطة عندما يتسلّون

 

لم تحصل الأعجوبة ولم تولد حكومة حسان دياب. قيل ان الرجل تقدم كثيراً في عملية البحث والاختيار وتحديد الاسماء لإسقاطها على الحقائب، وقيل انه لم تبق سوى عقدة من سيقود السياسة الخارجية للبلد، وان البحث جار بعزم وسرعة لحل هذه العقدة… لكن فجأة تصدر أصوات لا تلقي بالاً لكل هذا الحديث معيدة الأمور الى نقطة الصفر او ما قبله.

 

فالرئيس نبيه بري يدعو بعد “اقتراب دياب من خط النهاية” في مشروعه القائم مبدئيا على الاستعانة بأهل الاختصاص، الى حكومة “لمّ شمل وطني”، ويشجع الحكومة المستقيلة على القيام بدورها في تصريف الاعمال… ومن المعروف ان بري هو الشريك الفاعل في تركيب حكومة دياب والى جانبه الوزير جبران باسيل من الجهة الثانية، فـ”حزب الله” يسلّم لبري بهذه المهمة، فيما ينفرد “التيار الوطني الحر” بالتمثيل المسيحي إثر انكفاء “القوات اللبنانية” و”الكتائب” وغياب المستقلين كلياً بنتيجة انتخابات 2018 العامة، وينكفئ “تيار المستقبل” والحزب “التقدمي الاشتراكي” تاركين لنواة الحكم الصلبة اتخاذ الخيار الملائم.

 

لكن لا خيار في الأفق كالذي يطمح اليه اللبنانيون، ولا اقتراب في التشكيل، استناداً الى سيل الاسماء المتداولة، من مطالب الشعب ولا من احتياجاته الضاغطة في هذه المرحلة الصعبة. وتغيب برامج الحلول عن الغارقين في عملية المحاصصة الوزارية، ولم يٌسمع للرئيس المكلف رأي في الوجهة التي سيعتمدها للإنقاذ المالي والاقتصادي واستعادة علاقات لبنان الطبيعية مع عمقه العربي والدولي. هي مراوحة وعجز قوى الحكم، ولكنها ايضا انعدام للمسؤولية في ظروف تزداد توتراً على مستوى المنطقة، حيث يؤدي هذا العجز وانعدام المسؤولية الى جعل الخارج لا يرى في لبنان سوى “حزب الله”، “عين ويد لبنان” على قول الامام الخامنئي. ولا ندري اذا كان “الحزب” المذكور يرتاح الى هذا التوصيف، فمشكلة لبنان القائمة تطال جمهوره كما تطال الجميع وحلها ليس بالعودة الى صيغ الحكومات الفاشلة والفاسدة، ولا بجعل لبنان منصة في الصدام الإيراني الاميركي.

 

لا ندري اذا كان التنبيه يفيد أهل الحل والربط، فعلى هؤلاء ان يستوعبوا ضرورة الوصول الى صيغ تخدم لبنان وشعبه، قبل ان يقودوا بلدهم الى معركة ضد “الشيطان الأكبر” تناديهم من الشرق، فيما يغلي مرجل حرب أخرى في الغرب نتيجة مطامع تركيا الاردوغانية في المتوسط، وفي حال اكتمل مسلسل الحربين سيتحول لبنان الى مجرد “سندويش”، ساعد الله سكانه.