IMLebanon

على مَن تقرأ مزاميرك يا…؟

 

جديد أولياء الشأن في جمهورية موز المُمانعة، هو الإستجداء من دول الخليج حتّى يعوِّموا حضورهم، في غياب مشروع فعّال للإنقاذ الإقتصادي، وذلك بالتزامن مع حلول ذكرى 12 تموز، والعدوان الإسرائيلي على لبنان.

 

والمُفارقة أن دول الخليج هي من أعاد إعمار ما تهدّم بعد مغامرة “لو كنت أعلم”، التي بيّنت الأيام والتطورات أنّ صاحبها “كان يعلم”، ويريد أن تصل الأحوال الى ما وصلت إليه، خِدمة لرأس المحور المُشغِّل. لذا، لم يتورَّع عن تحويل تلك الدول “المانحة” الى مسرح عمليات، ولا يضيره أن يسعى اليوم رُسُلُهُ إلتماساً لودائعها.

 

وهو يعلم أيضاً أنّ من نصّبهم لينفّذوا مشاريعه يتفذلكون بما لا يجدي. والأهمّ، أنهم يصرّون على الإيحاء بأنّ الولايات المتحدة إرتجفت رعباً من صلابتهم وتلويحهم بالتوجّه شرقاً، وخافت على تصريف تفّاحها عندما شرع الصهر العنيد بنكش الأرض في عزّ تموز ليبذر وقت الحصاد..

 

كما يعلم أنّ شرقه لن يحمل إلينا المنّ والسلوى، وأن طلب الودّ والنجدة من الصين لم ولن “يشيل الزير من البير”. ويتجاهل أنّ هناك من قطع طريق الحرير على اللبنانيين ليستأثر بالقوافل.

 

لكنّه يواصل تركيب السيناريو بالصوت والصورة في الوقت الضائع، منذ تشكيل حكومة طرابين الحبق، التي لم تتمخّض عنها إلا لجان تعلك الفراغ. ولا أحد يسأله: على من تقرأ مزاميرك يا…؟

 

والمسخرة أنّ عَلْك الفراغ لن يُلبّي أولويات اللبنانيين، الذين باتوا بين خيارين لا ثالث لهما، إما الانتحار أو الهجرة.

 

والمسخرة الأكبر، أنّ من يدور في فلك المُمانعة، عقائدية كانت أو انتفاعية، فخور بمزاميره في نشيد “ما خلّونا”، أو في وعيد “M. Fake News” أو في مُناجاة “المنكوش والحاكورة”، وحاضر ليُسخِّف وجع الذين سدّت في أوجههم سبل الحياة في لبنان. فمن يريد أن ينتحر “الله لا يردّه”، فهو مريض نفسي، ومن يريد الهجرة “درب تسدّ ولا تردّ”، فهو ساقط في فحص الدم الوطني.

 

وكأنّي بأصحاب الفلك يتبنّون نظرية صدام حسين، الذي كان يسعى الى إبادة نصف الشعب العراقي حتى يرتاح في حكم النصف الباقي على طريقته الدموية، أو هم يستكملون الأسلوب الأسدي في تنظيف ساحتهم من الشوائب البشرية التي تُنادي بالحرية، ويؤسّسون لخريطة ديموغرافية على قياس رأس المحور المُشغِّل.

 

وما يفوق المسخرة هو التنكيل بسعر صرف الليرة اللبنانية، وصولاً الى أسفل سافلين، ومن ثم التلويح برفع سعر الصرف. ناهيك عن التكتيك القاضي بإغراق الناس في العتمة، وبعد ذلك زيادة محدودة لساعات التغذية بالتيار. وأيضاً، تجويع هؤلاء الناس، قبل دعم بعض مواد السلة الغذائية بنسبة لا يُمكن أن تُلبّي حاجة المُعدمين والعاطلين عن العمل، الذين لا يملكون أساساً ما يشترون به خبزهم كفاف يومهم.

 

ومفاعيل هذا التكتيك التشاطري في تحقيق الإنجازات تصنّف اللبناني “إما شاكراً أو كفوراً”. فأولياء الشأن في جمهورية موز المُمانعة يعتبرون، وبضمير مرتاح، أنّهم قاموا بواجباتهم، والباقي علينا. وإذا لم نهتدِ الى السبيل، فمعنى ذلك أنّنا ناكرون للجميل ومُحبّون للفساد. وبالتالي “ذنبنا على جنبنا”، وعبثاً نقرأ مزاميرنا، في حين أن شكوانا واحتجاجاتنا لن تردّ ثمنها.