IMLebanon

حسن نصرالله.. إلى أين؟؟

هل هو التبريد أم التأجيج؟! الأيام المقبلة كفيلة بتوضيح الصورة… «ردّ فعل عفوي» هكذا وصّف تظاهرات إحراق الدواليب وشتم ولعن صحابة رسول الله، صلوات الله عليه، و»الإساءات» إلى «الرموز الكبيرة» كما أسماها «المُقدّس»، ونأى حسن نصرالله أمين عام حزب الله بنفسه وبحزبه عن أيّ علاقة بما حدث ليل السبت ـ الأحد، وبرغم مناقشته لما يلحقه ما حدث من أذيّة بالمواطنين و»حتى ما نكون عم نقوّص عحالنا»، وبصرف النظر عن مظهر التهدئة الداخليّة، فقد اتهم المملكة العربيّة السعوديّة بالسعي إلى زرع الفتنة في لبنان وأماكن مختلفة من المنطقة والعالم، ولكن حال «التبريد» التي حاول حسن نصرالله إفراغها على البلاد، لافتاً «شعبه» إلى أنّ النزول إلى الشارع يحتاج «إلى إذن»، وحسناً؛ هذه نقطة في ضبط الشارع، أبقاها معلقة على حائط الدّعوة إلى النزول إلى الشارع متى استدعت الحاجة!!

لن أدخل في نقاش «الفتنة» الذي تحدّث عنه، ولا الذين وصفهم بأنهم «يدافعون عن الحقّ»، فتكفينا أمهات كتب الشيعة ومراجعهم بدءا من الكليني والمجلسي وانتهاء بالخميني وصفحاتها المليئة بالشتم واللعن والسبّ، وهذه «عقيدة» يرضعها هؤلاء كرهاً وحقداً ودِيناً منذ الصغر، وأعفُّ عن الدّخول إلى تلك النصوص «الغثّة» و»الكذوبة»، وإن كنّا نعرف أنّ اللجوء إلى فتاوى التحريم «الخامنئيّة» ليس أكثرمن تقيّة حتى لا ينقلب سحرهم عليهم، ونقطة على سطر الفتنة!!

تعامل حسن نصرالله بخفّة شديدة، وعلى طريقة التنكيت، والضحكات الساخرة التي لازمت جُمَلَهُ التي تناول بها ملفّ العلاقات اللبنانيّة ـ السعوديّة، الأمر فعلاً مع حسن نصرالله «فالج لا تعالج»، حاول نصرالله التخفيف من وطأة الموقف السعودي من لبنان فحبسه فيما اعتبره «الكثير من الشائعات عن قرارات وإجراءات سعودية وصولاً إلى طرد اللبنانيين من السعودية والخليج»، دقّ حسن نصرالله صدره مؤكداً أنّ المعركة مع حزب الله ناصحاً حلفاءه بالابتعاد لعدم إحراجهم: «لا نُحرج أيّ حليف بقول أيّ كلمة عنا فهذه مواجهتنا ونحن «قدّا وقدود»!!

بالأمس وضعنا حسن نصرالله في خضمّ معركة كبرى: «المعركة موجودة ونحن غير مُحرجين بخوضها فالحق معنا وهي مواجهة كبرى في المنطقة»، وأخطر ما فعله نصرالله بالأمس هو استعادته لمقولته بأنّه يحمي الدولة اللبنانيّة ولا يُنسّق معها تحركات المقاومة حتى لا يورّط الدولة، الرّجل لم يتعلّم من خطأ 12 تموز العام 2006، فتح أبواب جهنّم على لبنان، فدمرّت حربها مرافقه وقراه وكبّد لبنان خسائر بمليارات الدولارات، وها هو اليوم يُكرّر نفس الخطأ على طريقة «زيحوا من الدّرب» حزب الله هو المقصود، مجدداً نحن أمام منطق «الدّولة» و»الدويلة»، الدول تتعامل مع دول، السعوديّة ملزمة بمحاسبة الدولة اللبنانية باعتبارنا دولة عربيّة عضو في الجامعة العربيّة وملتزمين بكلّ مواقفها، حسن نصرالله مصرّ على فرض نفسه وميليشياه على العالم العربي والتدخّل في شؤون هذه الدول، «يا أخي ما أنت منظمة إرهابيّة» بالنسبة للدول العربية، فهل تستدرجنا إلى حربٍ مع المملكة العربيّة السعوديّة؟!

نصّب حسن نصرالله نفسه «المرشد الأعلى» للدول العربيّة، سيتحكّم بمصير لبنان ودولته وشعبه، وسيتدخّل في شؤون البحرين والعراق وسوريا واليمن ومصر، وسيُزعزع أمن هذه الدول، وهو مصرٌّ على المضيّ في طريقه هذا ولن يردعه عنه شيء!! وهنا… على الدولة اللبنانيّة أن تفهم أن كلام حسن نصرالله بالأمس أطاح بكلّ مسؤولياتها، وباحتقارٍ شديد، وبخفّة شديدة، نصرالله مصرّ على أن يتعاطى وحزبه مع الدول ومعنا تحت خديعة أنّ «المشكل مع حزب الله»!!

»لا يحقّ للسعوديّة أن تؤذي لبنان واللبنانيين، مشكلكم معنا وما تريدون أن تفعلوه إفعلوه»، قمّة السخرية والوقاحة ما بدا أنّ حسن نصرالله يقوله للمملكة العربيّة السعوديّة «إيدكن وما تعطي» أو «أعلى ما في خيلكم اركبوه»، وسيدفع لبنان الثمن باهظاً جداً، وعلينا أن لا نعتب على المملكة مهما فعلت، فحكومتنا العاجزة، ونحن مثلها أيضاً، استسلمنا لحزب الله وأجندته تحت عناوين كاذبة ومزيفة، في الأيام المقبلة علينا أن لا نلوم إلا أنفسنا وهذه الحكومة الفاشلة، والنواب الذين سيجتمعون اليوم ظنّاً منهم أنّ حزب الله سيسمح لهم بانتخاب رئيس للجمهوريّة!! ربما علينا أن نسأل أنفسنا اليوم وبوضوح: أي جمهوريّة لأيّ لبنان؟!