IMLebanon

حسن يعقوب يعلن الإنتصار

 

 

إلتقيت بعبودي الممانع، وهو ممن قطعوا من العقد السابع نصفه الأول بدرجة مقبول، كان نازلاً الدرج قفزاً كشاب في العشرين. استوقفته وسألته بنبرة جنبلاطية إلى أين؟ أجاب لاهثاً سأعود. إنتظرني. وبالفعل عاد بعد ساعتين حاملاً صينية بقلاوة مشكلة. خير هل تزوجت ابنتك ميرامار صديقها أخيراً؟ هل أنجبت كنتك رؤوف جونيور؟ هل ربحت «هبّوصة» في الكازينو؟ أجاب لا هذه ولا تلك ولا هاتيك. وفيما أحاول انتزاع حبة البورما بفستق من الصينية زف الي الخبر: «إسرائيل قد هزمت ويبقى توقيت الإعلان».

 

وهل أنت متأكد؟ هل تمكن السنوار أخيراً من نتنياهو؟ من أخبرك برحمة جدك رؤوف الأول أخبرني.

 

• حسن يعقوب.

 

أهو نفسه بطل عملية خطف هانيبال القذافي؟ سألته وأنا أستلحق نفسي بقطعة «بلورية» تسيل لعاب مرضى السكري.

 

• نعم. ويرأس حركة «النهج». ماشي مع فؤاد شهاب على ما أظن.

 

ومن أخبر حسن يعقوب؟

 

• (بعدما سحب صينية البقلاوة من أمامي) أعتقد أن للرجل مصادره. لست مهتماً بمعرفة التفاصيل.المهم انتصرنا.

 

بعد وقت قصير، علمت أن الخبر المدوي ورد على «الوكالة الوطنية» نقلاً عن حساب النائب السابق على منصة «أكس»:

 

«منذ بداية الحرب يريد الإسرائيلي تحرير الأسرى والقضاء على حماس، وتريد حماس إيقاف الحرب ثم تحرير الأسرى، الفارق كبير لأن إيقاف الحرب يعني هزيمة اسرائيل وتحرير الأسرى دون وقف الحرب يعني استسلام حماس… لن تتوقف الحرب الا بتكرار إصابة أكثر من خمسين جندياً إسرائيلياً (كما حصل) في يوم امس باعتراف إسرائيل وبمزيد من الضغط من جبهات لبنان واليمن والعراق. اسرائيل قد هزمت ويبقى توقيت الاعلان». ما استنتجته، أن بمجرد بقاء يحيى السنوار حياً، وبقاء 10 أو 20 بالمائة من «كتائب القسام» أحياء، وعدم قدرة العدو على تحرير أسراه يكون تجرّع كأس الهزيمة .

 

يبدو أن الشاطر حسن تأخر قليلاً بزف البشرى، سبقه الشيخ نعيم بقوله «نستطيع أن نعلن نصر المقاومة من الآن وأي وقت إضافي هو هزيمة إضافية لإسرائيل» في 2 شباط أعلن نائب المرشد الأعلى النصر. ومن يستطيع أن يجادل في هذا المعطى الثابت الواضح؟

 

صحيح أن العدو، رغم تخطيه كل الخطوط الحمر في حربه ضد فلسطينيي القطاع، لم يتمكن من تحرير أسراه ولا تمكن من القضاء على حماس لكن ماذا حققت حماس بطوفانها؟

 

«كانت عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023، خطوة ضرورية واستجابة طبيعية لمواجهة ما يحاك من مخططات إسرائيلية تستهدف تصفية القضية الفلسطينية، والسيطرة على الأرض وتهويدها، وحسم السيادة على المسجد الأقصى والمقدسات، وإنهاء الحصار الجائر على قطاع غزة، وخطوة طبيعية في إطار التخلص من الاحتلال، واستعادة الحقوق الوطنية، (…) وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس» هذا ما جاء في البيان الأول. وفي قراءة سريعة لأهداف الطوفان يتبين أن حماس حققت على الأقل 90 إلى 95 من الأهداف المعلنة.

 

الساعة جاوزت الحادية عشرة. لم أستطع النوم. طلعت عند جاري وصوبت نظري على صينية البقلاوة وما بقي منها: 4 حبات «زنود الست» لا أكثر ولا أقل. هنأته. ضيّفني. غادرت.