IMLebanon

«حزب الله» و«التسوية»: عون.. ونقطة على السطر!

رئاسة الجمهورية إلى المراوحة في الفراغ

«حزب الله» و«التسوية»: عون.. ونقطة على السطر!

نام ميشال عون ملء جفونه بعدما سمع كلام السيد ابراهيم امين السيد، الذي زاده يقينا بصدق نوايا «حزب الله» تجاهه، وصلابة التزامه الاخلاقي به مرشحا وحيدا لرئاسة الجمهورية.

ونام سمير جعجع ملء جفونه ايضا، بعدما تيقن انه ربح الرهان على التزام «حزب الله» بعون رئيسا، بما يقطع الطريق على وصول من يعتبره خصمه اللدود سليمان فرنجية الى رئاسة الجمهورية. وازداد وليد جنبلاط قناعة بأن ايران هي التي عطلت التسوية الباريسية.

وحتما، ذهب النوم من عيون اهل التسوية الباريسية، فالتزام «حزب الله» الحاسم بميشال عون، يضيع عليهم فرصة قد لا تتكرر للظفر بالرئاسة الثالثة.. والسلطة.

واضح ان «حزب الله» تعمد تظهير موقفه من التسوية الباريسية، دون مقاربة تفاصيلها. ليس سرا انه لم يفرح بنتائجها، لا بل يقول مطلعون انه غضب منها، ولم يكن يتمنى ان تولد بالشكل والمضمون الذي ظهرت فيه، ولا بالارباكات والافتراقات والالتباسات والتناقضات التي اسقطتها على حليفيه الاقربين ميشال عون وسليمان فرنجية. لم يكن يتمنى لأي من حلفائه الوقوع في كمائن طباخي تسويات مفصّلة على مقاساتهم، ولا الوقوع في فخ من يطلق وعودا كبيرة هو نفسه غير قادر على الوفاء بها.

احتوى الحزب غضبه وصمت عن الكلام العلني. ولأن همّه الاول والاخير الحفاظ على حليفيه، اعتمد التشفير والترميز اسلوبا في مقاربة التسوية، وموقفه الذي عبر عنه السيد ابراهيم امين السيد من بكركي، قاله الحزب في الغرف المغلقة للمعنيين به وبالعبارات الشديدة الصراحة والوضوح.

موقف «حزب الله» هذا، تولّى السيد ابراهيم امين السيد اعلانه بشكل دقيق وامين، نيابة عن الامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله. وقد شكل قطعا لكل اللغط والتحليل والتأويل لموقفه.. وفي انه يضع نقاط الحزب على حروف «التسوية الباريسية»، لا بل اكثر من ذلك، ربما يضع نقطة في نهاية سطر التسوية نفسها.

وتكمن اهمية هذا الموقف في أن «حزب الله»، اختار بكركي، بما تعنيه من رمزية مسيحية، ليضع في يد الحليف والحلفاء والخصوم وكل الآخرين في الداخل والخارج وكل الصروح السياسية والدينية المحلية والخارجية، رسالة متعددة شديدة الصراحة والوضوح بمجموعة عناوين:

الاول، الوفاء والالتزام واعادة موضعة الملف الرئاسي في المكان الذي يعتبره «حزب الله» طبيعيا: «ميشال عون مرشحا رئاسيا وحيدا ونقطة على السطر.. وليفهم من يريد ولمرة اخيرة».

الثاني، «حزب الله» ليس شريكا في هذه التسوية ولا هي تَمَّت بالتنسيق معه، بل هو أُعلِم بها، والفرق كبير جدا بين التنسيق والإعلام.

الثالث، «حزب الله» ليس «مياوما غب الطلب» في خدمة اي كان، لا في السياسة ولا في غير السياسة، كما أنه لا ينفذ مقاولات سياسية او مصلحية او تحت اي عنوان ولمصلحة أي كان.

الرابع، من له شيء لدى ميشال عون فليذهب اليه، ومن يراهن من الدول الكبرى او الصغرى او الدول الاقليمية وصولا الى الطاقم السياسي اللبناني، على دور لـ «حزب الله» في ما خص إقناعه او ثنيه او تليين موقفه في الموضوع الرئاسي، هو اما واهم او مشتبه.. او في احسن الاحوال مخطئ في العنوان.

التفسير المنطقي لرسالة «حزب الله»، كما ينتهي اليه مطلعون، مفاده «ان هذا النوع من التسويات التي تدخلنا بالحائط، وهذا النوع من التسويات الإلغائية لطرف اساسي اسمه ميشال عون، لا يمكن ان تمر».

اما لماذا اختار «حزب الله» هذا التوقيت للمجاهرة بموقفه علنا؟ فإن السبب مرده، كما يقول مطلعون، الى ان هناك توجها حريريا ما زال يصر على تهريب التسوية وتجاوز كل الاعتراضات والتحفظات التي احاطت بها، وبالتالي يسعى الى ضبط البلد على ايقاعها في الآتي من الايام.