IMLebanon

لا حلّ بوجود السلاح  

 

 

دقت ساعة الحقيقة.. كما جاء في حديث السيّد حسن نصرالله وتحذيره بالنسبة للوضع الاقتصادي والمالي والكهربائي والمعيشي والاكل والشرب وفرص العمل… كل هذه الأمور يجب أن تطرح سؤالاً أساسياً: لماذا وصلت الحال الى ما نحن عليه الآن؟ وكي نكون أدق، نسأل: أين كنا وأين أصبحنا؟

 

لا أريد أن أتهم أحداً… ولكن يجب أن نتعلم وندرك أنّ لبنان لم «يُخْلَق» ليكون فقط الدولة العربية الوحيدة التي تريد أن تحارب إسرائيل. نعم لم يبق في العالم العربي إلاّ دولة وحيدة لم تجْرِ أي اتصال للتوصّل الى اتفاق سلام مع اسرائيل.. بالرغم من ان أكبر دولة عربية أبرمت اتفاقاً منذ عام 1978. ونحن نتفهم ظروف مصر الاقتصادية، إذ كان الرئيس السادات صريحاً عندما أعلن بعد يومين من حرب 6 أكتوبر انه لا يستطيع أن يحارب أميركا.

 

الأردن أجرى اتفاق «وادي عربة» عام 1994.. والفلسطينيون أصحاب القضية عقدوا اتفاقاً مع العدو الاسرائيلي في اوسلو عام 1993.. وما يؤخر الحل النهائي هو التطرّف الفلسطيني متمثلاً بـ«حماس»، وبدعم من ايران والتطرّف اليهودي والمتطرّفون اليهود الذين قتلوا رئيس حكومتهم اسحاق رابين يوم كان على وشك توقيع اتفاق مع سوريا أيام الرئيس حافظ الأسد وهو ما يسمّى بـ«وديعة رابين» أو اتفاق رابين… الخلاف المتبقي كان على 8 أمتار بالنسبة لبحيرة طبريا، إذ أصرّ الرئيس الأسد أن تكون الارض لسوريا والمياه لإسرائيل.

 

ولنكن موضوعيين، فإنّ الحرب بين اسرائيل والعرب انتهت أو تجمّدت منذ الانسحاب الاسرائيلي عام 2000 من لبنان.

 

قد يقول البعض: ألا تذكرون ماذا فعلت اسرائيل عام 2006؟ وكيف ألقت الطائرات الحربية الاسرائيلية صواريخها على كل المناطق اللبنانية؟

 

هنا وحول هذا الموضوع الذي يستعمله البعض حجة لإبقاء سلاح «الحزب» نقول: بعد مرور 22 سنة على الانسحاب الاسرائيلي من لبنان والإبقاء على مسمار جحا الذي هو تلال كفرشوبا ومزارع شبعا، بأنّ هذه حجة فقط لأنّ السلاح الذي حرّر لبنان من العدو الاسرائيلي بات يستعمل في حكم لبنان وإليكم الإثبات:

 

أولاً: كل حكومة تحتاج الى سنة أو أكثر كي تتشكل على مزاج المقاومة وحلفاء المقاومة، ساعة يتذرّعون بعدد الوزارات، وساعة ثانية بالإصرار على وزارات معيّنة. وهنا نقول إنه خلال 15 سنة هناك تعطيل 8 سنوات.

 

ثانياً: وكي نكون دقيقين، لا بد من التوقف عند إبقاء لبنان سنة ونصف السنة لانتخاب الرئيس ميشال سليمان، وسنتين ونصف لانتخاب الرئيس ميشال عون، وهنا نذكّر بما كان يردده السيّد نصرالله: «فخامة الرئيس ميشال عون أو لا انتخابات».

 

ثالثاً: لبنان يعتمد اعتماداً كلياً على السياحة، حيث تعتبر السياحة المورد الرئيس للاقتصاد اللبناني وبفضل مواقف الحزب العظيم أولاً بالوقوف الى جانب الرئيس بشار الأسد ضد الشعب السوري، والوقوف الى جانب الحوثيين ثانيا في اليمن ضد الشعب اليمني، آلت الأمور الى ما آلت إليه، ما يعني أنّ لبنان لا يمكن أن يكون إلاّ محايداً.

 

هكذا خسرنا السياحة، وهكذا امتنع العرب عن المجيء الى لبنان ودعم الاقتصاد اللبناني، إن كان على صعيد الأموال التي كانوا يصرفونها في قضاء أجمل الأيام السياحية في لبنان أم على صعيد الاستشفاء، أم على صعيد التعليم حيث لعبت الجامعتان الاميركية واليسوعية وغيرهما دوراً أساسياً في تخريج قادة العالم العربي منها.

 

أما على صعيد «البنوك « فإنّ الذي حصل سببه، من دون «لف أو دوران»، ان الدولة اللبنانية وبسبب فشل الادارة، التي هي من مسؤولية الحزب وحلفائه، والتجاوزات أوصلت الدين العام الى 90 مليار دولار منها 65 ملياراً فقط بسبب الكهرباء، لذلك لو كانت الدولة تحترم نفسها لكان عليها أن تعيد النظر بكل السياسات التي تتبعها وتعيد النظر بكل السياسات الفاشلة. عندئذٍ يمكن أن يأتي رئيس جمهورية، معتدل وعاقل، فتتشكل حكومة همّها الأول والوحيد مشروع إعادة بناء الدولة.. وكيف يمكن أن نعيد الأوضاع الاقتصادية كما كانت؟ الجواب يتطلب:

 

أولاً: أن يكون السلاح ضمن الدولة وبإمرتها.

 

ثانياً: أن يكون لبنان على الحياد الحقيقي بالنسبة للمشاكل في أي بلد عربي.

 

ثالثاً: أن تتشكل حكومة تعيد الثقة بلبنان: اقتصادياً ومالياً وسياسياً، ونكون على الحياد الحقيقي.

 

رابعاً: أن نذهب الى انتخاب رئيس للجمهورية يجمع كل اللبنانيين ويوحّدهم.