IMLebanon

مصادر عربية رفيعة ترسم صورة قاتمة لوضع المنطقة ولا ترصد أي حلول قريبة

مصادر عربية رفيعة ترسم صورة قاتمة لوضع المنطقة ولا ترصد أي حلول قريبة

ملف النازحين قنبلة موقوتة بين يدي لبنان وانتظار الخارج لإنتخاب رئيس جنون

المخاطر الموجودة تفرض على اللبنانيين التبصّر وترتيب وضعهم الداخلي قبل فوات الأوان

ترسم مصادر عربية رفيعة المستوى صورة قاتمة للوضع العربي العام جرّاء التطورات الدراماتيكية التي نتابعها يومياً خصوصاً على الساحات اليمنية والعراقية والسورية، حيث لا ترى أي بصيص أمل في إمكانية وضع حد لحالة الجنون القائمة في المدى المنظور، لا بل أنها تعرب عن خشيتها من أن تتطور الأمور من مرحلة سقوط الحدود إلى مرحلة إزالة الكيانات، سيّما وأن كل المعلومات لديها تتقاطع عند نقطة أساسية وهي الاتجاه إلى إبطال مفعول «سايكس بيكو» في اتجاه خلق واقع جديد يقوم على تقسيم المقسّم وتجزئة المجزّأ، بحيث تفرّخ دويلات طائفية مذهبية صغيرة لا تعرف الاستقرار إلى أمد طويل.

وتتخوّف هذه المصادر من وجود مخطط دولي تُحاك خيوطه في هذه المرحلة لتقسيم الجبنة في العديد من الدول العربية، خصوصاً وأن المواجهة القائمة توحي بأنها مفتوحة على كل الاحتمالات، وأن شظاياها ستطال بلداناً مجاورة وبعيدة، لأن هذه النار المندلعة غير محكومة بضوابط حتى الساعة، كونها مندلعة في ظل غياب أي أفق أمام تسوية كبرى لإنهاء هذا الصراع الجنوني.

وتجزم المصادر العربية بأن البلدان التي تشهد الصراعات اليوم لن تعود إلى ما كانت عليه قبل اندلاع هذه الحروب، لا بل إن المعطيات توحي بأن خرائط التقسيم لهذه الدول وضعت على طاولة دول القرار، وأن المسألة مسألة وقت لمعرفة اتجاه رياح التوازنات قبل الإقدام على أي خطوة من هذا القبيل.

وفي رأي المصادر أن ما يجري الآن هو صراع محاور إقليمية ودولية، وأن الدول الضعيفة والتي لديها قابلية التفاعل مع هكذا أحداث هي من ستدفع الثمن وأن المستفيد الأكبر سيكون إسرائيل، لأن ثلاثة أرباع الجيوش العربية أصبحت في خبر كان بعد الذي حصل ويحصل في العديد من الدول التي كانت إسرائيل تضعها في خانة الدول التي تشكّل عليها خطراً.

ولا ترى المصادر أي مفاعيل فورية أو عاجلة للملف النووي في حال تمّ التوافق عليه على مجريات الأحداث الآنية، داعية إلى انتظار مسار المفاوضات التي ستستأنف اليوم على مستوى الخبراء في فيينا وتستمر لثلاثة أيام، ليتم بعدها البدء بصياغة نص اتفاق خطة العمل المشتركة بين إيران ودول الـ5+1، مع العلم أن المناخات الموجودة حالياً على امتداد العالم غير مشجعة في اتجاه إمكانية ولادة هذا الاتفاق في حزيران المقبل، إلا إذا حصلت تنازلات متبادلة ما تزال تشكّل عائقاً أساسياً أمام وضع خاتمة سعيدة لعملية التفاوض.

أين موقع لبنان مما يجري في محيطه؟

تؤكد المصادر العربية بأنها خائفة على لبنان كما خوفها على أي بلد عربي نتيجة حالة الاحتقان الموجودة، وهي تضع لبنان على خط زلازل أحداث المنطقة كونه من الدول الأكثر تفاعلاً مع محيطه، وأن مكوناته لديها القابلية للانجراف مع هذه الرياح الساخنة في ظل وضع داخلي غير مستقر على كل المستويات.

وتصف المصادر ملف النازحين السوريين في لبنان في ظل انفلاته من أية ضوابط، وفي ظل المساعدات الدولية التي تعطى للبنان بالقطّارة، وفي ظل الحديث أيضاً عن إمكانية تخفيض أرقام هذه المساعدات إلى أدنى مستوى، بأنه قنبلة موقوتة قابلة للانفجار ما لم تسارع الحكومة اللبنانية إلى وضع خارطة طريق واضحة لاستيعاب هذا العدد الهائل من النازحين في دولة هي في الأساس تحتاج إلى مساعدة على كل المستويات.

وإذا كانت المصادر العربية تعوّل أهمية بالغة على صرف الهبة السعودية لمساعدة الجيش اللبناني في معركته ضد الإرهاب، فإنها في الوقت نفسه لا ترى أي أفق لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، وهي تقول أن لبنان سيبقى إلى أمد طويل بلا رئيس جمهورية ما لم تسارع القيادات اللبنانية إلى التوافق على مرشّح لهذا المنصب، وأن استمرار انتظار الخارج لإنجاز هذا الاستحقاق لا يفيد، ولن يعطي أي نتيجة، كون أن لبنان غير موضوع في الوقت الراهن على أي أجندة إقليمية أم دولية، وأن الأولوية لدول القرار هي الآن لملفات أكثر أهمية كاليمن والعراق وسوريا، وأن التعويل على الخارج لانتخاب رئيس يعني أن لبنان سيبقى على رف الانتظار إلى حين حصول تسوية كبرى تنهي الصراع في هذه الدول، وهذا التفكير جنوني، لأن ذلك سيكون له سلبياته على النظام اللبناني برمته، داعية اللبنانيين إلى التبصّر وترتيب بيتهم الداخلي قبل فوات الأوان، لأن المخاطر المحدقة بلبنان والمنطقة كبيرة وخطيرة، وفي حال لم يسارع لبنان إلى معالجة أزماته الداخلية لن يكون قادراً على التكيّف مع الأحداث الجارية وسيكون من بين الدول التي يتوجب عليها المشاركة في دفع الأثمان.