IMLebanon

الصدق عند الرئيس سليم الحص

خضتُ معه الانتخابات النيابية ثلاث مرّات، أولاها في عام 1992 والثانية في عام 1996 والثالثة في العام 2000. نجحتُ وإيّاه في الدورتين الأولى والثانية وخسرنا معاً الدورة الثالثة.

في معارك الانتخابات هذه كلها، لم يدل الرئيس الحص بأي كلمة كاذبة لأنه لم يكن يمارس السياسة التي عُرّفَتْ في الحياة السياسية بأنّها فن الكذب، كان صادقاً مع نفسه ومع الغير، فاستحق ثقة شعبه واستحق ثقة العرب أجمعين. كلّنا يتذكّر أنّه كُلِّفَ من ملوك ورؤساء العرب في مؤتمر بغداد أنْ يتوجّه إلى مصر ليدعو الرئيس أنور السادات ويرافقه الى المؤتمر. رفض السادات ولم يفشل الرئيس سليم الحص، الذي أتاه كممثل للملوك والرؤساء العرب وليس كمبادرة شخصية منه.

نشرت لي جريدة «اللواء» مؤخّراً مشكورة مقالاً بعنوان «الصدق والكذب» كتبته، كما ذكرتُ بصفتي قبل كل شيء كمواطن صالح وليس كنائب أو وزير سابق، وسبب ذلك أنّني أردتُ أنْ أعبّر عن لسان كل مواطن في لبنان ونجحت. وإلى اليوم ما زلتُ أحظى بسعادة اللقاء معه وتبادل الحديث حول شؤوننا العامة والشؤون العربية، إنّ تسمية «الضمير» الذي أعطاه إيّاه الشعب هي أقل ما يستحقه، إنّه فعلاً كذلك أعطى «الأكاديمية» معناها الرفيع وظلَّ إنساناً مترفّعاً في أخلاقه وسلوكه.

لقد كبرت حياتي السياسية معه، كما كبرت مع رجل لبنان والعرب المغفور له دولة الرئيس صائب سلام، الذي كان يعاملني كإبنه، مع صائب سلام وسليم الحص، يمكن لنا أنْ نقول بأنّ في لبنان رجال، بالمعنى الشامل لهذه الكلمة، إلا أنّ هذا لا يعني أنّه لا يوجد في لبنان غيرهما، فلبنان، بحمد الله، غني برجاله الصالحين الوطنيين.

ما أجمل الصدق وما أذلُّ الكذب، الإنسان وحده يعرف نفسه على حقيقتها، فيحترمها أو يذلّها.

اللهم اجعلنا دائماً من الصادقين الذين يعملون الخير للبنان وبنيه ويبعدون عنه الشر والكاذبين.

نائب ووزير سابق