IMLebanon

آمال تواكب التحضيرات لمؤتمر بروكسل – 2 بانتزاع المزيد من المساعدات

 

لتمكين لبنان من الإستمرار في تحمُّل أعباء مشكلة النزوح السوري

 

بعد انعقاد مؤتمر روما 2 منتصف الشهر الماضي ومؤتمر «سيدر» في باريس بداية الشهر الحالي يَحضر لبنان مجددا وللمرة الثانية خلال هذا الشهر امام المجتمع الدولي، من خلال مشاركته بمؤتمر بروكسل 2 الذي سيعقد في 25 نيسان في العاصمة البلجيكية، طالبا وداعيا الى مساعدة ودعم دول العالم من اجل المساهمة في تخفيف عبء النزوح السوري عنه بعد ان أُرهق اقتصاده وأتعبت بُناه التحتية.

وكما وقف المجتمع الدولي الى جانب لبنان ان كان امنيا وعسكريا من خلال الوعود التي قطعت في مؤتمر روما2 لدعم القوى الامنية والعسكرية، كذلك الامر في مؤتمر «سيدر» من خلال تجاوب العالم لدعم اقتصاده وللاستثمارات فيه، يأمل لبنان مجددا ان لا يخذله هذا المجتمع هذه المرة ايضا بتقديم المساعدات الضرورية والاساسية له لا سيما الاجتماعية منها، خصوصا للمجتمعات المضيفة التي عانت ولا تزال منذ بدء الازمة السورية والنزوح المتدفق لا سيما في المناطق القريبة من الحدود والتي تعتبر مناطق فقيرة، وذلك من اجل استمرار هذه المجتمعات في تحمل هذه الازمة التي طالتها ولا تزال تتفاقم نتائجها عليها، والتي كان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اثارها في القمة العربية التي عقدت نهاية الاسبوع الماضي في المملكة العربية السورية حيث اعتبر ان أزمة النزوح قصمت ظهر لبنان، وجعلته يغرق بأعداد النازحين، وينوء تحت الحمل الكبير اقتصادياً واجتماعياً وأمنياً؛ من خلال العدد الأكبر من موجات النزوح الى حد يفوق قدراته على الاستيعاب والمعالجة؛ ورأى إن مشكلة النزوح السوري هي مشكلة تعنينا جميعاً، ولا يجوز أن تتحمّل عبئها فقط دول الجوار السوري، بحكم سهولة الانتقال والوصول إليها.

وفي هذا الاطار من المقرر ان يغادر رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري مطلع الاسبوع المقبل الى بروكسل على رأس وفد وزاري يضم عدداً من الوزراء والمسؤولين المعنيين بموضوع النزوح، وذلك لعرض مطالب وحاجات لبنان، والاستماع الى ما يمكن ان يساهم المجتمع الدولي في تقديمه اليه، خصوصا ان التحضيرات اللبنانية لهذا المؤتمر جارية على قدم وساق منذ فترة ليست بقليلة وذلك من خلال فريق عمل لبناني برئاسة مستشار الرئيس الحريري نديم المنلا الذي سيعقد اليوم طاولة مستديرة في حضور ممثلي المجتمع المدني والمنسق المقيم لبرنامج الامم المتحدة للتنمية فيليب لازاريني وسفيرة الاتحاد الاوروبي كرستينا لاسن، على ان تكون للرئيس الحريري كلمة معبرة عن واقع الوضع اللبناني في المؤتمر حيث ستكون كلمته بمثابة صرخة جديدة من اجل انقاذ الوضع الناتج عن ازمة النزوح.

مصادر متابعة للملف تكشف الى ان كلمة الرئيس الحريري في مؤتمر بروكسل2 ستكون شبيهة في مضمونها لكلمته التي القاها العام الماضي في مؤتمر بروكسل1، حيث من المتوقع ان يجدد شرحه لتداعيات الاوضاع الاقتصادية من جراء النزوح السوري الذي كان له تأثير مباشر على انخفاض معدل النمو وزيادة الدين العام والفقر والبطالة. وسيعتبر ان الازمة في سوريا في حال استمرت ستكون المشكلة اكبر لدى الدول المضيفة ومن بينها لبنان الذي استقبل قرابة مليون ونصف مليون نازح من دون خطة جديدة.

وسيتطرق رئيس الحكومة حسب التوقعات في كلمته الى اهمية تعليم الاولاد السوريين وزيادة المساعدات في هذا الاطار، كذلك سيحث المجتمع الدولي على ضرورة المساهمة في اطلاق الاستثمارات لتوفير فرص العمل للبنانيين وللسوريين على حد سواء.

وشددت المصادر على ان كلمة الرئيس الحريري في المؤتمر ستعبر عن موقف لبنان الجامع حيال قضية النزوح السوري، خصوصا على صعيد دعوة دول العالم على عدم تجاهل مشكلة لبنان ومعاناته الناتجة من النزوح في ظل الحروب الاقليمية المستمرة. كذلك سيطالب رئيس الحكومة بإيفاء المجتمعات الدولية بالتزاماتهم تجاه الدول المضيفة لا سيما لبنان، ودعمه والمجتمعات المضيفة ماديا، وكشفت المصادر الى ان بيانا ختاميا سيصدر عن المؤتمر يؤكد على مساعدة لبنان وتقديم الدعم له.

وأملت المصادر ان يتمكن لبنان في هذا المؤتمر بانتزاع المزيد من الدعم والمساعدات الدولية الضرورية لاستمراره في تحمل مشكلة النزوح السوري في ظل استمرار الحرب في سوريا.