IMLebanon

مجلس النواب بين الأمس واليوم

 

سألت نفسي في ساعة فراغ ما الفرق بين مجلس نواب اليوم ومجلس نواب الأمس؟

وكي أبين ذلك، عدت بالذاكرة إلى مطلع السبعينات وتحديداً إلى العام 1972 الذي جرت الانتخابات النيابية في حينه وفزت فيها بمقعد عن الدائرة الثانية لمدينة بيروت. في تلك الساعة رحت استعرض نواب ذلك المجلس وأرى أمامي وفي مخيلتي النواب كميل شمعون وصائب سلام وعبد الله اليافي وريمون إده وعبد الله الحاج وغسان تويني والشيخ بيار الجميل ورشيد كرامي وغيرهم من كبار نواب ذلك الزمن، ثم أعود استعرض نواب مجلسنا الراحل فلا أجد فيه إلا قلّة من الزملاء الكرام أمثال بطرس حرب وحسين الحسيني وحسن الرفاعي وعبد اللطيف الزين وبعض آخر ربما ممن فاتني ذكرهم، ثم أتوقف لشدة ما شعرت به من فرق بين نوعية رجال الأمس ورجال اليوم، مما أدخل الحزن إلى قلبي والأسى في نفسي لما وصلت إليه حال بلادنا في غيابهم.

ومع احترامي للجميع أراني مقدراً القليل القليل منهم زملاء كرام يفتخر المجلس بوجودهم فيه.

لقد غابت عن المجلس جلسات المناقشة العامة التي كان من فوائدها كشف النواب على حقيقتهم فكراً وخبرة ومعرفة. وتجنباً من الانكشاف كثر عدد الصامتين الذين لا يتكلمون إلا بلغة رفع الأيدي.

إن مجلساً كمجلسنا الحالي غائبة عنه المعارضة هو مجلس لا حياة فيه. فحضور النواب لجلساته غالباً ما يكون من باب القيام بالواجب، هذا لا يلغي حق بعضهم بأن يُحسبوا من النواب الفاعلين الذين يُدركون مسؤولياتهم التي اودعها الناخبون في أشخاصهم للعمل لما فيه خير البلاد وخيرهم.

أملنا ونحن في بداية عهد مجلسنا اليوم، ان تتحقق أمانينا بالأمن والاستقرار والازدهار. أقول هذا واليد على القلب مخافة أن تتبدد أحلامنا. اللهم وفرّ لنا مرادنا واجعل السلام يظلل بلدنا ويؤمن لأولادنا وأحفادنا السعاد والهناء في أيامهم.

محمّد يوسف بيضون

نائب ووزير سابق