IMLebanon

معمل البارد الكهرومائي متوقّف عن العمل… والصيانة مترنّحة!

 

صحيحٌ أنّ معمل كهرباء نهر البارد قد عاد العام الماضي إلى عُهدة وزارة الطاقة والمياه بعدما استلمته من شركة «باسيل» التي أخذت امتيازه لسنوات، إلا أنّ ذلك لم يؤدّ بعد إلى قيام الدولة بمهامها، لجهة تطويره لتأمين ساعات إضافية إلى الشبكة العامة، في وقت المنطقة والبلد في أمسّ الحاجة إليه.

 

ويقع هذا المعمل الكهرومائي في منطقة وسط ساحل القيطع العكارية، وهي تضمّ تجمّعاً بشرياً هائلاً وفيها عشرات القرى والبلدات، كانت تستفيد من المعمل بساعتي تغذية حتى توقّف المعمل الكهرومائي عن العمل بشكل كامل منذ حوالي شهر، ولم يتمكّن فريق الصيانة من إيجاد حلّ لذلك. وآلات المعمل تتعرّض للصدأ بفعل مرور الزمن، علماً أنّ تطويره لا يحتاج إلى أكثر من مليون ونصف دولار أميركي لأعمال الصيانة والتجهيز، بحسب ما يقول خبراء، وبحسب ما تشير الدراسات، وهذا المبلغ سيشمل تجديد الماكينات والتوربينات وأعمال الصيانة. ولطالما كان أهالي عكّار يطالبون بأن تعود إدارة المعمل إلى الدولة وأن تقوم وزارة الطاقة بالصيانة الخاصة بالماكينات وآلياته، فتعيد تشغيل جميع التوربينات الموجودة فيه وعددها 5، ليصبح قادراً على تزويد الشبكة بالقدرة الكهربائية الكاملة التي يستطيع تأمينها وهي تقارب الـ30 ميغاواط بحسب ما تؤكد الدراسات الموضوعة لهذا المعمل. وشركة كهرباء البارد، شركة خاصة مُنحت امتياز استثمار الطاقة من نهر البارد بتاريخ 17/1/1946 لمدة 75 سنة، انتهى في 17/1/2021، وهي تملك معملاً مائياً بمحطتين على مجرى نهر البارد.

 

بدأت عملها سنة 1954 وتبيع كامل إنتاجها لصالح كهرباء لبنان. تعاقدت مع مؤسسة كهرباء لبنان بتاريخ 19/8/1953، وحتى نهاية 1978 ثم مع كهرباء قاديشا بين 1/1/1979 ولغاية 30/6/1989 بعقد مصدق بتاريخ 10/4/1979، وعادت وتعاقدت مع كهرباء لبنان بتاريخ 15/6/1991. جرى تلزيم منشآت الشركة لإحدى شركات التشغيل في العام 2008 (باسيل وشركاه)، وهي لم تقم بأي عملية تطوير لمنشآت الشركة ولا لقدرتها الإنتاجية. لدى المحطتين 5 توربينات، منها واحد كان فقط يعمل، وكان ينتج1 ميغاواط بالأغلب؛ يتم وضعها على الشبكة العامة لكهرباء لبنان وتوزيعها على المناطق، بينما كان في السابق، في بداياته ينتج بحدود 20 ميغاواط. وأوضح عضو اتحاد بلديات وسط وساحل القيطع، نائب رئيس بلدية برقايل علي عبيد لـ»نداء الوطن» أنّ «معمل البارد هو معمل كهرومائي ولا حاجة له للفيول، وهو يمثّل حاجة لمنطقتنا كما لكل لبنان. ونحن كاتحاد بلديات وكبلديات نتابع موضوع التطوير المزمع مع لجنة الأشغال والطاقة النيابية ومع نواب عكار ونأمل في أن يصل هذا الأمر إلى نهاية سعيدة، تعيد المعمل إلى الدوران بشكل علمي ومتطوّر من جهة، ويؤمّن ساعات تغذية إضافية بالتيار، منطقتنا بأمسّ الحاجة إليها في هذه الفترة، خصوصاً أنّنا الآن نعاني من انقطاع كبير في التيار في مناطقنا ولا نعرف متى تأتي الكهرباء وعلى أي تقنين هي».

 

 

على نارٍ حامية

 

رئيس لجنة الأشغال العامة والنقل والطاقة النيابية النائب سجيع عطية أكّد لـ»نداء الوطن» أنّ المشروع اليوم «وُضع على نار حامية، لأنّه مشروع حيوي ومهم ويزيد التغذية لمناطقنا في عكار والمنية والضنية، إلى حدود 8 ساعات». أضاف: «لقد قطعنا 3 مراحل في هذا الشأن. في المرحلة الأولى التي تعني الموظفين فقد صدر مرسوم حكومي بضمّهم إلى موظفي كهرباء لبنان، وفي المرحلة الثانية تشكّلت لجنة وتمّ تقييم المعدّات والموجودات والنواقص والتكاليف، والمرحلة الثالثة هي التمويل».

 

وقال: «في المرحلة الثالثة نعمل مع 3 جهات هي: GIZ ، USAID UNDP وبإذن الله سيحصل هذا الأمر، وسيتمّ تجهيز التوربينات وإعادة نشاطها بحدود 20 ميغاواط لتؤمّن تغذية بالتيار بحدود 8 ساعات عبر الشبكة؛ ستكون الأولوية فيها لمناطق الجوار في عكار والمنية والضنية. هذا مشروع مهمّ وحيوي للمنطقة وكان مهملاً منذ عقود واليوم بتعاوننا كلجنة مع زملائي في تكتّل الإعتدال الوطني ومع نواب عكار، نحاول أن نصل به إلى خواتيمه في أسرع وقت ممكن». تجدر الإشارة إلى أنّ معمل كهرباء نهر البارد في عكّار هو واحد من 16 معملاً للطاقة من هذا النوع، وتعمل هذه المعامل عبر المياه المتوفرة من السدود المجاورة؛ وأنشئت في العقود الماضية لتوفّر جزءاً مهماً من حاجة الدولة إلى الطاقة الكهربائية.

 

وفي وقتٍ تبدو فيه كل الدول تتطوّر وتتقدّم في مشاريعها التنموية، يبقى لبنان البلد الوحيد ربّما الذي يتأخّر عن الإلتحاق بركب التطوّر، وتضيع مع ذلك جهود ومشاريع كانت موجودة منذ عقود بسبب سياسة الحكومات التي يكتنفها الإهمال والتردّي.