IMLebanon

أيقونة الكرسي البطريركي

 

بهذا اللقب نعت بطريركية أنطاكية للموارنة رقاد وغياب المثلث الرحمات البطريرك مار نصرالله صفير. البطريرك الـ 76 في عداد بطاركة الموارنة الشرعيين المتقاعد.

 

هو اسم بمسمى عظيم وشخصية فذّة وقامة كبيرة في الكنيسة والوطن والعالم. تميّزه صفات كثيرة يفتقر اليها كثيرون من الكبار الكبار. أبرزها التواضع والغيرة المقدسة والقرار وتمسكه بإيمانه المسيحي ووفاؤه لرسالته ومحبته وغيرته على الكنيسة ولبنان، بل لكل المثل والقيَم وصلابة إرادته وحسن كلمته ومنبريّته الفائقة، بل بلاغته الرائعة بالتعبير عن رأيه بدقة مميّزة وعبارات قصيرة تعبّر عن الكثير.

 

قاد البطريرك مار نصرالله صفير الكنيسة المارونية بحكمة وخدمها بإخلاص فائق كاهناً واسقفاً وبطريركاً. وفي كل مراحل خدمته ورعايته كان صوتاً نبوياً. لم تغرِه المناصب ولم تؤثر فيه الوعود ولم يتراجع عن قناعته المبنية على الحكمة والجرأة.

 

إذا جالسته، البساطة تزيّن شخصيته الرسولية، وإذا قصد فعل وأعطى بدون تردّد أو مباهاة، يعرف مقامه والتزامه بكل ثقة فلا يصرّح ولا يقول إلّا ما يليق ويناسب. وهو مقتنع بتراث كنيسته بل بكل ما يمثله لبنان من امتيازات وقيَم وأهمية بل وهواجس كانت تملك فكره وقلبه ونظرته في الكنيسة والوطن، ولا سيما فكره وقلبه على الكنيسة ولبنان وقد تلاطمت الامواج العاتية على هذا الوطن وأهله، فصارت الأحداث جزءاً من حياته التي لا يفارقه التفكير بها ليل نهار، في خلوته ووحدته، بل في اجتماعه واستقباله أبناء كنيسته والمسؤولين في الكنيسة والوطن وعلاقته العميقة بالكرسي الرسولي، وما انفكّ يعالج الغثّ والسمين في ما جرى ويجري.

 

إذا جالسته تطمئنّ الى رجل رصين كلما امتد العمر معه امتدت الحكمة وتعزّز الفهم والمفهوم لديه، هذه الصفات والمزايا طبعت شخصيته. أن يلتفّ الموارنة اكليروساً وعلمانيين ورجال سياسة وفكر بل اللبنانيون عموماً ليسمعوا الحكمة وينالوا المشورة، ولم يبخل بأن يكشف مسار إدارته الحكيمة.

 

صفات البطريرك مار نصرالله بطرس صفير، جعلت الناس يتعلقون به لا سيما هؤلاء الذين يتمتعون بحب كنيستهم ولبنان.

 

إعتكف وتقاعد البطريرك صفير عن الخدمة والرعاية بسبب السنّ لكنه لم يفقد حيوية الرجال والصحة. فهو الكاهن والأسقف والبطريرك. وهو كبير السن وغير شيخ لأنّ غيرة الشباب وحكمة الشيوخ ميزته في مسيرته وطالت قرناً إلّا عاماً (99)، سجّل ليس بشخص بل لأمّة أحبها وتفانى في خدمتها ورعايتها. وهو من عُمر بناء دولة لبنان الكبير (1920).

 

سيسجّل تاريخ الموارنة ولبنان ما قبل عهد البطريرك صفير وأيام البطريرك صفير وما بعد البطريرك صفير مقارناتٍ يتقنها ويستوعبها أصحاب الاختصاص، فيبقى هذا الإسم رائداً جاذباً ومحرِّكاً طموحَ الأجيال الطالعة ليكون هذا البطريرك أيقونة البطريركية وعماد الكنيسة المارونية.

 

أما غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي فيتابع رسالة هذا السلف ويعزّزها مع آباء المجمع المقدس للموارنة والإكليروس ومجلس بطاركة وأساقفة الكاثوليك بل سائر المؤسسات الدينية والسياسية والرسمية، فيظهر دور بكركي وأهمية الكنيسة المارونية ويعلو شأنها، ويحرص المجمع على لبنان لأنّ لبنان والكنيسة معاً بالنسبة اليها الغاية والمرتجى.

 

وبالإجمال لا كلمات تحدّد صفات ومزايا البطريرك صفير وكل ما يقال هو قليل بالنسبة لهذه الشخصية الفذّة النادرة.

 

سيدنا مار نصرالله بطرس صفير صلِّ لأجلنا جميعاً أمام منبر يسوع الذي أحببته وعبدته وتبعته بكل إيمان ورجاء ومحبة.