IMLebanon

الواقع والحوار والمطلوب…

كل اللبنانيّين من المفترض والبديهي أن يكونوا مع الجيش وإلى جانبه فيما تحاول قوّاته ردع الإرهاب وأهله وتجّاره، وجعلهم يهرولون فراراً من المواقع التي يحتلونها، ومنها يحاولون اصطياد العسكريّين والمدنيّين ومعهم أمن لبنان واستقراره.

وكل الجيش والقوى الأمنيّة و”القوى المدنيّة” المسلّحة كثيراً من تحصيل الحاصل القول إنها مع لبنان.

وعلى أساس إذا كانت أقوالكم وأفعالكم وحروبكم السابقة من أجل هذا اللبنان، فإن الإرهابيّين يملأون الجرود العالية على مرمى حجر أو خرطوشة من معاقلكم.

إنما واقع الحال يجعل بيت القصيد في موقع آخر أشدُّ وطأةً وأكثر خطورة. لقد بات من المسلّم به في أرجاء المعمورة أن منطقة الشرق الأوسط تمرُّ، أو تتخبّط، في تحوّلات جذريّة وخطيرة ستستغرق وقتاً طويلاً يُحسب بالسنين لا بالأشهر.

وتحديداً، المقصود هنا المنطقة العربيّة بكل دولها، وحروبها، وأزماتها، وتعدّدياتها، وتركيزاً على الدولتين اللتين تشكّلان العصب الأساسي والأقوى والأقدم والمتقدّم في كل الميادين: سوريا والعراق.

فهاتان الدولتان التاريخيّتان شكّلتا في القرن السابق النواة التأسيسيّة لما أُطلق عليه اسم الهلال الخصيب.

وباعتبار أن لبنان من المنطقة، وفي منزلة القلب، فمن تحصيل الحاصل أن تنتقل اليه عدوى كل ما أصيبت به دول المنطقة. مع أخذ وضع الحدود اللبنانيّة المتداخلة جداً ومن قديم الزمان مع الحدود السوريّة في الاعتبار… مما يسهّل المرور والعبور لمختلف الكائنات والمكوّنات والآليات…

ومما يجعله أحياناً ضحيّة سهلة المنال، ومن لُدُن مَنْ هم في منزلة الأشقاء لا الجيران، وإن كانت الأضرار الجسام لا تُهدى إلا من الأقربين حسباً ونسباً.

وها هو البلد الصغير اليوم يتقلّب على جمر نار حروب الجوار، وحروب حملة لواء الإرهاب والتطرّف والتخريب والتدمير.

صحيح أن بيروت تلقّت كلاماً محمّلاً بالتنديد والتأييد والدعم من الأمم المتحدة والدول الكبرى في الشرق والغرب، إلا أن الكلام وحده لم يعد يكفي. فالمطلوب في هذه المرحلة التفاف لبناني حول القرار السياسي الذي يشكّل دعماً حقيقيّاً للجيش وقوى الأمن بكل مؤسّساتها.

ثم حضّ المرجعيّات المعنيّة بالحوار على الإسراع في إنجاز هذا “العلاج”، أو هذه الوصفة، فلربّما تعيد إلى اللبنانيّين بصيص أمل في عبور هذا الجحيم.

نعلم أن الحوار سيتمّ قريباً. وستكون له انعكاسات إيجابيّة. إلا أن الفراغ الرئاسي قد لا يُملأ قبل منتصف كانون الثاني.

ولنا عودة إلى هذا الموضوع الحيوي الذي يتوقّف عليه مصير وطن النجوم.