IMLebanon

من وحي الاستقلال

كم كان أجمل، وكم كانت فرحة العيد الوطني (عيد الاستقلال) أكبر، لو حلّت هذه المناسبة الكبرى وعندنا حكومة في وضع طبيعي… ولكن لا بأس، فإنّ غداً لناظره قريب، وما لم يحدث أمس واليوم على الصعيد الحكومي يتوقع حدوثه غداً على الأرجح، أقله ابتداءً من يوم غد الاربعاء.

لقد فرح اللبنانيون لأنه صار عندهم رئيس للجمهورية.

والناس فرحوا أكثر لأنّ أحداً لا ينكر أنّ لفخامة الرئيس العماد ميشال عون شعبية كبيرة.

وتضاعف الفرح بتكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة العتيدة، كذلك فرح اللبنانيون بالقرار التاريخي الشجاع الذي اتخذه الحريري بدعم ترشح الرئيس عون الذي لم يكن سهلاً، إنما كان جرأة كبيرة، لا بل مغامرة كبيرة.

وكنا نتمنى فعلاً أن يكون تمّ تشكيل الحكومة من دون أن نسمع الآتي:

1- البعض يقول مسموح للرئيس أن يسمّي وزيراً شيعياً وسواه يقول غير مسموح… يا جماعة فليكن الوزير لبنانياً قبل أن يكون مسيحياً أو مسلماً، سنياً أو مارونياً، ارثوذكسياً أو شيعياً(…)، فهل دوّن على جواز السفر اللبناني أنه من هذا المذهب أو ذاك؟

2- الكلام على وزارة سيادية… فهل هناك وزراء أسياد ووزراء عبيد؟!. أليْس أنهم يستعبدون الناس وقد خلقتهم امهاتهم أسياداً؟!. وهل للوزير «السيادي» صوت غير للوزير العادي؟ وهل هناك وزير سيادي ووزير خدماتي ووزير عادي (قياساً الى الحقائب السيادية والخدماتية والعادية) كما يزعمون؟! واستطراداً: هل هناك وزير «بريمو» ووزير «سوكوندو» ووزير «تيرسو»! عيب يا جماعة! وبالتالي: هل هناك وزارة بسمنة ووزارة بزيت ووزارة «حاف» على الناشف لا بسمنة ولا بزيت؟!. فعلاً معيب هذا الكلام الذي لا نسمع بمثله إلاّ في لبنان!

معيار الوطنية في الوزارة ليس التسمية ولا التصنيف..

الوزير الوطني هو الذي يوفر الكهرباء 24 على 24.

الوزير الوطني هو الذي يجعل المياه تسيل في القساطل وحنفيات المنازل.

الوزير الوطني هو الذي يحقق الأمن والاستقرار.

الوزير الوطني هو الذي يشق الطرقات، ويعبّدها، ويزيل الحفر والثغرات منها.

الوزير الوطني هو الذي يسهم في البيئة الصحية والنظيفة.

الوزير الوطني هو الذي يسهر على صحة الناس.

الوزير الوطني هو الذي يجعل القطاع السياحي يزدهر بالسياح العرب أولاً وفي طليعتهم الخليجيون، ثم من مختلف أنحاء العالم (ملاحظة: يؤلمني أن أذكر أنّ سائحاً واحداً كان قد حجز في أحد الفنادق الفخمة 25 غرفة و5 شقق، ثم ألغى الحجز بعدما تعثر تشكيل الحكومة).

وليس المهم أن يكون الوزير الذي تسند إليه هذه الحقيبة أو تلك مسيحياً أو مسلماً، درزياً أو ملحداً(…) المهم أن يكون لبنانياً وناجحاً والرجل المناسب في المكان المناسب… أي له الحقيبة المناسبة.

الغوا هذه الطائفية البغضاء من النفوس قبل النصوص وتكلموا بالوطن…

استفيدوا ممن كانوا قبلكم أمثال بشارة الخوري ورياض الصلح وكميل شمعون وسليمان فرنجية ورشيد كرامي وكامل الأسعد وسواهم من الذين بنوا لبنان بالجهد والتضحيات والبذل والعطاء.

عوني الكعكي